يقول لكم" تجار شهادات الأخلاق السياسية والحوار بين الأديان"، من تلامذة اليمين الغربي المتطرف، ومحللي القواعد العسكرية للمحتل الأجنبي، سنعمل معكم على التوقيع على صفقة القرن.
هل يمكنكم، أيها المسلمون، أن تتأملوا بجدية مسارمسلسلات الأحداث:إسقاط الأمويين والعباسيين بإبادة السلالات، إنهاء الخلافة العثمانية بعلمانية
آتاتورك التي تحظر رفع الأذان، استعباد المسلمين قرنا من الزمن لتغيير مناهجهم وزرع قيادات عميلة على رأس الهرم في كل من: الجيش، والسياسة،والتعليم، والاقتصاد، والإعلام، تقسيم العرب والمسلمين الى أكثر من 50دولة تتجاور فيها الأزمات وتتعدد فيها الصراعات الدينية والعرقية، ويوشح فيها الأملازة والوشاة، ويغمط فيها حقوق الشهداء وأبناءهم ، واالعلماء ومساجدهم ومحاظرهم، بناء الدولة اليهودية في مركز مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلاة عودة المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، تشجيع الهجرات اليهودية من العالم العربي وافريقيا والمعسكر الشيوعي إلى أرض "الميعاد" حسب زعم من حرف كلا من التوراة والإنجيل.
ومن أجل بناء نموذج "الدولة اليهودية" المعترف بها من قبل دول جوارها من عرب ومسلمين، قطعت أشواط من البتر والتطبيع من أهمها:عزل مصر في صراع قبطي إسلامي والمشهد المعقد بعد25 ينائر، وعزل العراق في صراع سني شيعي وإحالاته من صراع مع الدواعش وصراع مع الأكراد، وعزل الجزائر في صراع أمازيغي بريري-سلفي وحالة تنازع البقاء بعد العشرية السوداء ، وعزل السودان في صراع سني مسيحي بين الشمال والجنوب، وإثارة نعرات الفوضى القبلية، وعزل اليمن في حرب بين الشمال والجنوب وبين السنةوالشيعة وبين أنصار الحوثيين وأنصار حزب الإصلاح، وعزل ليبيا في صراع بين السنوسية وثوار الطليان والناتو من جهة، وتعميق الشرخ بين اثنيات مستوطنات عشائر النفط والمتاجرة بالمهاجرين، ومحاسبة سوريا وتفكيك جغرافيتها وموانئها لتكون ساحة لتجربة الفوضى الخلاقة ومخاض الشرق الأوسط الجديد ، الذي يؤسس لحرب أنابيب الغازالتجارية ، والقضاء على فكرة عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم.
واستهدف المخطط بلقنة المنطقة بالزج باقتصادياتها ونخبها في حروب بالوكالة من أبرزها الآن الحرب الصومالية، و اليمنية ، والسورية، والليبية،والمالية، والأزمة البحرانية، والأزمة اللبنانية، والأزمة القطرية ، وحرب مياه النيل التي يراد منها توفير المياه العذبة للمستوطنات الإسرائيلية التي تبتلع فلسطين والأردن ولبنان وتتماهى لتبسط سيادتها على عمق الغوطة في سوريا وصحراء سيناء في مصر، وتحاصر نموذج التعايش الفريد في أرز لبنان.
كل ما تشاهدونه اليوم،من حروب داخلية بين أنظمة عربية ،ونخب دينية وسياسية ورجال أعمال، هوهوامش
لحروب الوكالة التي سمتها كوندلارايس"الفوضى الخلاقة"، أو "آلام المخاض".، أو "جباية الأموال" للخزينة الآمريكية بتعبير اترامب، عبر حروب "داحس والغبراء"،
حروب تقتل الناقة وتقتل الجمل.، عملاؤها رؤساء الأحزاب، ومفكرون ومنظرون لحركات، وكبار ملاك العقار والمصارف، وفقهاء عبدة الدينار والدرهم، هم في المحصلة النهائية سماسرة ثالوث: الغزاة، والطغاة ،والغلاة.
ومن مآلات الأهداف الكبرى لصفقة القرن هذه :
1*إثارة الحروب الدينية المدمرة، التي تعتمد محارق الإبادة الجماعية للمسلمين: في العراق وسوريا واليمن، وليبيا والسودان والجزائر ، وباكستان والصومال ومنينمار ،على طريقة الحروب الصليبية قبل قرن من الزمن.
2*تصفية العلماء، والحكماء، وأحرار الأمة، لصالح الإمعات ، وكبار المفسدين ، وتجار الصراعات والحروب العبثية.
3* إسقاط الإسلام المعتدل في العالم وفي أوروبا والشرق لوقف مشروع : إسلام أوروبا بالقوة الناعمة التي تعني التبشير والإحسان.، والوقوف في وجه نهج بناء السلم بين المجتمعات البشرية الذي أسسه أعلام الحركات العلمية المتفقهة، حملة رسائل النور مثل: بن بيه الشنقيطي، ومحمد عبدو المصري، والسنوسي الليبي ، وابن باديس الجزائري، ومحمد عمارة المصري ، وسعيد النورسي التركي، ومصطفي لبيحياوي المغربي، وصالح بن عواد لمغامسي السعودي،والتبليغيين والدعاة في العالم الإسلامي.
4* إشعال حرب بين السنة والشيعة لتدمير القدرات البشرية والاقتصادية للعرب وللمسلمين، وتجاوز الغرب لأزمته في مجالي الاقتصاد والهوية.
5*ربط سقوط داعش بسلام تاريخي مع إسرائيل لمنع قيام اتحاد شيعي سني أو تفاهم من أي نوع كان بين السنة والشيعة
6* منع قيام تحالف بين العثمانية والبوتينية بروسيا.، لأن ذلك يهدد جدار الناتو، وفكر الاتحاد الأوروبي.
7* إنهاء كل أشكال المقاومة للقواعد العسكرية الأجنبية وللنفوذ الصهيوني، بتقنين وتنفيذ مظلة قوانين التطبيع ومحاربة الارهاب.
8*جعل التفاهم الأمريكي الروسي احتلالا للبحار والموانئ وأنابيب النفط والغاز، سبيلا لإضعافا الوحدة الأوروبية، وحاجزا أمام إكمال زعامة النهضة الصينية للعالم.، ومنعا للدول الاقليمية الكبرى من امتلاك الطاقة أو شروط النهضة العلمية.
9*تحويل المجتمعات الى أسواق استهلاكية بواسطة ، إضعاف تيارات التحرر والاستقلال والمقاومة في العالم.، وإحلال تيارات الجشع والجريمة والإلحاد محلها.
9* عقد صفقة سلام بين المسلمين والعرب واليهود والمسيحيين، برؤية أهداف مشروع الدولة اليهودية، بموجبها تقيم إسرائيل علاقات دبلوماسية مع50 دولة عربية وإسلامية.
بعد مائة سنة من وعد بولفور، ويوم واحد من اعتراف اترامب بالقدس عاصمة يهودية ، تحرك الفلسطينيون بأجساد عارية، وقدموا أرواحهم في ثورة على أكفهم، تتعاظم قبل دخول شهر رمضان.
الكوريون: شمالا ، وجنوبا، أدركوا فاتورة حرب الوكالة.
العراقيون واللبنانيون ، تفطنوا أخيرا لخطر الصفقه
الأتراك تبينوا، أن الدور قادم عليه، م بعد العراق وسوريا
الجزائريون والتونسيون والسودانيون والكويتيون والإماراتيون فتحوا أعينهم مبكرا ،على مخططات التفجير والتقسيم
عقلاء البلد وحكماء الشناقطة، أبصروا، فتجنبوا الخطأ القاتل والخطرالزاحف.
آن الوقت، لكي يسنم المطي، ويتم النقص.
لله در المتنبي:
ومن يجد الطريق إلى المعالي .. فلا يذر المطى بلا سنام
ولم أرى في عيوب الناس شيئا .. كنقص القادرين على التمام