في خضم التجاذبات السياسية التي تملأ أفق الساحة اخترت أن أطلعكم سيادة الرئيس وأطلع من خلالكم الجميع على بعض الحقائق المكتومة داخل فلك النظام وأدعيائه، والمعارضين وأهدافهم الخفية، وأجعلكم في الواجهة، سأتحدث عن بعض النقاط الحساسة بصراحة حتى أبلغ أفواه الجراح العميقة، وأجعل ذلك تمهيدا لنصيحة أقدمها لرئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز باعتباري من المخلصين الأوفياء لفخامته.
وأقول أنا محمد سالم ولد هيبه :إنه بادئ ذي بدء لم يعد هناك إشكال في معرفة اتجاهات الولاء داخل قطبي المعارضة والنظام، وقد تجاوزنا خلال الآونة الأخيرة هاذين العنوانين الغامضين، وأصبحنا نكيل الرجال بمقاييس أخرى لا تقل دقة عن السابقة، إنها مقاييس الصدق والمنفعة، فقد ظهرت شمس الضحى في فضاء الولاء وأعرب الواقع عن حقيقة الشخصيات التي تحيط برئيس الجمهورية، وأضحت أهواء بطانته كفلق الصبح، فخذها مني بمنعرج اللوى يابن عبد العزيز؛ إنه قد آن الأوان لتبعد هذه الجراثيم المحيطة بك والمندسة في قصرك وفي خارجه عن طريقك، فهم أعدى من الجرب وأفتك من السم، إنه توجد من بين المحيطين بك جماعة أخطرك عليك وعلى موريتانيا من أعدائها المعروفين، وعلى هؤلاء يصدق المثل الحساني الذي يقول : "يصركو مع الصراكه واكصو مع الكصاصه"، وقد أصبحوا معروفين بالأسماء.
ويعيد ـ ولد هيبه ـ هذه نصيحتي أنا الصادق معك يا رئيس الجمهورية أن بعض المحيطين بك في القصر وخارج القصر يتآمرون عليك مع خصومك في الخارج والداخل ويجعلون من أنفسهم حاجزا بينك وسماع الحقيقة، وبينك ولقاء المخلصين لك المؤمنين بمشروعك الطموح.
وأضاف ولد هيبه في حديثه ـ لقد آن الأوان يا رئيس الجمهورية أن تقطع هذا الورم الخبيث الفتاك، حتى تصفو طريقك و تملك القدرة على تحقيق مشروعك الطموح، فقد باتت أغلبيتهم معروفة لدى الجميع، إنهم تلك الجرذان التي تغني تحت كل ضوء جديد وتخرج من جحورها لتتظاهر بثوب من الولاء منسوج من الخداع، وعناوين رقصهم المكشوف أنهم هم النظام، وأنهم هم من وضع أسسه وهم من يمنحون وسائل الإعلام معلومات مغلوطة عن الرئيس وأسرته ليبرزوا عيوبهم على الملأ، وهم من يشترون الإعلام حتى يضمنوا إمساكه عنهم، ويشاركونه في عمليات الكر والفر التي تحدث في الظلام.
وختم الجندي السابق ولد هيبه كلامه بقوله : هذه ستكون آخر نصيحة أقدمها للنظام ـ لأني أخشى أن يقتلوني كما حاولوا قتلي من قبل في منزلي بعين الطلح بعد مقال مثير كتبته عن المحيطين بالرئيس ـ حول هذه المجموعة التي تجاهد في تحطيم موريتانيا ونحن ننظر بأعين المخلصين سيدي الرئيس إنهم لا يمنحونك غير المعلومات الخاطئة، وحتى المخلصين لك يمنعونك من وصول خطاباتهم، ونصحائهم التي تريك حقيقة ما خلف الستار.
وفي ختام تصريحه هنأ الجندي السابق ـ ول هيبه ـ المؤسسة العسكرية والأمنية وقادتها البررة وجنودها الأوفياء على الدور الذي تقوم به في حماية الوطن وتوفير الأمن لجميع المواطنين ومنع الهجرة السرية والمساهمة في محاربة الإرهاب، وعلى وفائهم وإخلاصهم لولد عبد العزيز.