انواكشوط " موريتانيا الحدث " : بسبب الفقر ،وبعد تجربة زواج فاشلة انتهت بالطلاق، وجدت نفسها مجبرة على التسول في مدينة اغادير السياحية لتوفير كسرة رغيف لطفليها الصغيرين بعدما تنكر اليهما والدهما. أمينة ذات الاربعين سنة القادمة من مدينة خريبكة التي تبعد بمئات الكيلومترات، وجدت نفسها بين قبضة رجال الامن في مدينة سياحية يحظر فيها التسول ويعتقل كل من حاول مضايقة السياح الذين يشكلون المصدر الرئيسي للالاف من حرفيين وتجار وأصحاب مهن سياحية. أدانت المحكمة الابتدائية بالمدينة أمينة. ح بشهرين سجنا و50 دولار غرامة عقوبة على عدة جنح تورطت فيها تتعلق بالتسول والتزوير في وثيقة ادارية واستعمالها ثم جنحة النصب والاحتيال. تقول أمينة ان يأسها من البحث فرصة عمل بمنطقتها (خريبكة) أجبرها على شد الرحال نحو المدينة الأمازيغية بحثا عن الرزق في احدى الضيعات الزراعية المنتشرة بكثرة في المنطقة او احد معامل تصبير السمك في مدينة اشتهرت بثرواتها البحرية ونقاء سواحلها. ونظرا لحلولها بالمدينة في وقت تزامن مع فترة الراحة البيولوجية التي تمنع بمقتضاها، السلطات البحرية، اصطياد الأسماك وبالتالي تتوقف المصانع عن تصبير الاسماك لنذرتها خلال تلك الفترة، لم تجد امينة العمل الذي كانت تتمناه نتذ عزمها الرحيل عن منطقتها الفوسفاتية. بعد مدة قضتها في المدينة الغريبة عنها مثقلة بطفلين في حاجة الى رعية وتغذية، وامام غلاء المعيشة وقصر اليد، اضطرت لمزاحمة اللاجئين الافارقة والسوريين في أماكن التوقف بالشوارع المهة، تتسول المارة واصحاب السيارات لتجمع في اخر اليوم مبلغا زهيدا لا يفي بالاغراض. بعد اشهر من مزاولة تلك الحرفة، كانت تشاهد اللاجئين يتحصلون على مبالغ مضاعفة فيما لا ينالها هي الا النزر القليل. تعرفت الى بعض السوريات من المتسولات الشيء الذي شجعها الى الاندماج معهن في التسول. انتحلت امينة صفة متسولة سورية بناء على اقتراح من احدى السوريات التي منحتها جواز سفر سوري وضعت عليه صورتها، استعملته لفترة شهرين، حيث كانت تهشره في وجه المارة مدعية انها هاربة من الحرب الدائرة في سوريا لتلقى تجاوب الكرماء المتعاطفين مع اللاجئين، الى ان جاء يوم أبلغ عنها احد اللاجئين السوريين الشرطة، لتعتقلها على الفور. وبعد عرضها على هيئة المحكمة تم الحكم عليها بتهم تتعلق بالتسول والنصب على المواطنين بانتحال صفة لاجئ واستخدام وثيقة جواز سفر اجنبي وتزويره.