انطلاق فعاليات الدورة الثانية من تظاهرة “أسبوع المغرب في موريتانيا

24. أبريل 2025 - 22:03

انطلقت ظهر اليوم الخميس، في العاصمة نواكشوط، فعاليات الدورة الثانية من تظاهرة “أسبوع المغرب في موريتانيا”، الذي يهدف من خلال شعاره “معا لبناء شراكة تضامنية” إلى التعريف بالتراث المغربي وتعزيز الروابط بين المملكة المغربية الشقيقة والجمهورية الإسلامية الموريتانية.

وتمتد هذه التظاهرة الاقتصادية والثقافية لمدة أسبوع (من 24 إلى 30 أبريل) وجمع برنامج هذا المعرض المتنوع، بين العروض الاقتصادية، واللقاءات المهنية، والندوات الحوارية، التي تتناول آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين، خصوصاً في مجالات الاستثمار والانتقال الطاقوي. كما يضم فضاءات لعرض منتجات مغربية في مجالات الصناعة، والبناء، والتكنولوجيا، والصناعات الطبية والنسيجية…الخ.

وينظم هذا المعرض من قبل سفارة المغرب في موريتانيا وجمعية “منتدى الجنوب”، بالتعاون مع وزارة التجارة والسياحة الموريتانية، والوكالة الموريتانية لترقية الاستثمارات، والاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين، ودار الصانع، والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، والاتحاد العام لمقاولات المغرب.

وفي كلمة لها بالمناسبة، قالت معالي وزيرة التجارة والسياحة، السيدة زينب بنت أحمدناه، إن ما يجمع بين موريتانيا والمغرب، من وشائج تاريخية وثقافية واجتماعية متينة، يفرض اليوم أكثر من أي وقت مضى، العمل سويا على تعزيز الشراكة وتكثيف الجهود في مختلف مجالات التعاون، لا سيما في ظل التحديات الاقتصادية والجيوسياسية التي يشهدها العالم.

وأضافت أن التبادل التجاري بين البلدين يمثل ركيزة أساسية لتعزيز التكامل، وهو ما يجعل من هذا المنتدى منصة استراتيجية لترسيخ التعاون المثمر ودفع عجلة المبادلات التجارية نحو آفاق أرحب، انسجاما مع الديناميكية التصاعدية التي عرفتها العلاقة الاقتصادية بين البلدين خلال الأعوام الأخيرة.

وأكدت أن موريتانيا أولت أهمية كبرى لتهيئة مناخ استثماري جاذب، وتيسير حركة السلع والخدمات، خاصة مع دول الجوار، إيمانا منها بدور القطاع الخاص في دفع عجلة التنمية، مؤكدة حرص فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، على التمكين لهذا القطاع وتعزيز مكانته كقاطرة للاقتصاد الوطني، ضمن رؤية متبصرة تسعى إلى تحقيق تنمية مستدامة.

وبينت معالي وزيرة التجارة والسياحة، أن أعمال اللجنة العليا المشتركة الأخيرة، أسفرت عن توقيع عدد من الاتفاقيات النوعية، خاصة في مجال السياحة، بهدف تعزيز التعاون وتبادل الخبرات، وفتح آفاق جديدة للترويج السياحي المشترك ودعم الاستثمار، وتكوين الكفاءات، وتبادل المشاركة في الفعاليات والمعارض السياحية، فضلاً عن تشجيع المستثمرين على استكشاف فرص واعدة في كلا البلدين.

ووجهت دعوة للفاعلين الاقتصاديين والقطاع الخاص في البلدين إلى توسيع قاعدة الشراكات الثنائية واستكشاف مجالات جديدة للتعاون، بما يعزز التبادلات التجارية ويُسهم في تحقيق تنمية مستدامة تخدم المصالح المشتركة، وفقا للإرادة الصادقة لقائدي البلدين فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وجلالة الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية الشقيقة.

ومن جانبه قال كاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية، بوزارة الصناعة والتجارة بالمملكة المغربية السيد عمر أحجيرة، إن المملكة تقترح تشجيع خلق مشاريع مشتركة في قطاعات استراتيجية أخذا بعين الاعتبار التكامل الاقتصادي بين البلدين، والاستفادة من علاقات الثقة والاحترام المتبادل بين الفاعلين الاقتصاديين المغاربة والموريتانيين والقرب الجغرافي.

ولفت سفير المملكة المغربية المعتمد لدى موريتانيا السيد حميد شبار، في كلمته، إلى أنهم ارتأوا أن يكون أسبوع المغرب في موريتانيا فرصة لإبراز الثراء المشترك الثقافي والإنساني والاجتماعي، والاحتفاء بعمق أواصر الأخوة التي تربط الشعبين الشقيقين المغربي والموريتاني تحت القيادة النيرة لقائدي البلدين، فضلا عن كونه حدثا اقتصاديا وفرصة لرجال الأعمال والمهتمين بالشأن الاقتصادي لبحث فرص الشراكة والتعاون للنهوض باقتصاديات البلدين.

وقال إنه ليس بغريب أن يأتي المغرب على رأس ترتيب الموردين للسوق الموريتانية على الصعيد الإفريقي، إذ بلغ مجمل المبادلات التجارية بين البلدين 350 مليون دولار خلال سنة 2024، مسجلا بذلك نموا بمعدل حوالي 10 بالمئة، مقارنة مع سنة 2023.

واعتبر حصيلة المبادلات التجارية بين البلدين الشقيقين، رغم أهميتها الحالية، لا ترقى إلى مستوى تطلعات قائدي البلدين والشعبين الشقيقين، وكذا لمستوى الإمكانيات الاقتصادية الواعدة للبلدين، داعيا الفاعلين الاقتصاديين والمؤسساتيين إلى مضاعفة الجهود للرقي بالتعاون الاقتصادي.

من جانبه قال رئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين، السيد محمد زين العابدين ولد الشيخ أحمد، إن اختيار “الجوانب الاقتصادية والتجارية كمحور رئيسي لهذا الحدث يُؤكد إرادة الطرفين، بتوجيهات سامية من قائدي البلدين، في تحويل هذه العلاقات المتميزة إلى شراكة استراتيجية تُترجَم على أرض الواقع، عبر مشروعات مشتركة تخلق فرص العمل وتحفز النمو في البلدين”.

وأوضح أن موريتانيا والمغرب يمتلكان مقومات كبيرة لتعزيز التكامل الاقتصادي، سواء في قطاعات الزراعة، والثروة السمكية، والطاقات المتجددة، أو البنى التحتية.

من جهته قال رئيس مجلس الأعمال المغربي الموريتاني في موريتانيا السيد حمادي حمادي، إن موريتانيا والمغرب تجمعهما علاقات قوية ضاربة في القدم، مبينا أن المغرب يشكل بوابة للمنتجات الموريتانية نحو السوق الأوروبية، كما تشكل موريتانيا جسر عبور للمنتجات المغربية نحو الساحل الإفريقي، مبرزا في ذات السياق أهمية التبادلات التجارية، ومشيرا إلى أن البلد بصدد إنشاء قطاع زراعي حديث عصري يتطلب العون من لدن الإخوة المغاربة الذين يمتلكون الخبرة والتجربة في المجال، إضافة للصيد البحري باعتبار أن موريتانيا والمغرب من أكبر مصدري ومنتجي الأسماك في إفريقيا والعالم العربي والإسلامي، مؤكدا أنه مجال مهم للتعاون الثنائي.

ومن جانبه أكد رئيس مجلس الأعمال المغربي الموريتاني في المغرب السيد عبد العزيز التعارجي، أن هذا الأسبوع يعتبر فرصة حقيقية لتقوية جذور الثقة والتعاون بين البلدين، مبينا التكامل بين اقتصاد البلدين كالصيد البحري والصناعات التحويلية واللوجستية والنقل البري والبحري والفلاحة والطاقات المتجددة والصناعة.

ودعا رئيس جمعية منتدى الجنوب السيد محمد فاضل ماء العينين، إلى بذل مزيد من الجهود في سبيل تطوير علاقات البلدين.

جرى افتتاح المعرض بحضور كل من معالي وزير التكوين المهني والصناعة التقليدية والحرف، السيد ماء العينين ولد أييه، ومعالي وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة السيد الحسين ولد مدو، ووالي نواكشوط الغربية، وعمدة بلدية تفرغ زينة، وحاكمها، وممثلي المنظمات الدولية، ولفيف من رجال الأعمال ورؤساء هيئات المقاولات في البلدين.

تابعونا