كنا خمسة سادسنا حصان وسابعنا صوت الفنان السنغالي “باب مال ” …ومن محطة عربات الخيل بمقاطعة السبخة انطلقنا …صخب وضجيج ..هرج ومرج …بانوراما بصرية وصوتية ماتسمع فيها الا صهيل الخيول ممزوجا باصوات من عشرات الحناجر بكل اللغات الوطنية علي وقع حوافر فرس شدت عليه عربة لتكون وسيلة نقل مفضلة عند الكثير من سكان مقاطعتي السبخة والمناء بالعاصمة الموريتانية نواكشوط.
غادرنا المحطة في رحلة معتادة لصمب انجاي ومساعده عبدول ” اخيه الاصغر” اللذين هجرا مقاعد الدرس في مدرسة يمسون ويصبحون عليها كل نهار حيث لتتفصلها سوى امتار قليلة عن محطة المقاطعة الشهيرة ولم يعد مشهد تجمهر التلاميذ امام المدرسة اوقات الراحة يثير اهتمامهم بنفس الحماس الذي يثير مشهد اقبال سيدة او فتاة تحمل علي رأسها حاجيات اهلها من السمك والخضروات انها ضوابط المهنة التي تفرض مزيدا من اليقظة وقدرة فائقة علي اقناع زبناء المحطة من سكان المقاطعتين المتجاورتين علي ركوب عربتهم
للنساء فقط :
الزبناء غالببتهم من النساء بائعات السمك او الخضار او النعناع او بعض المشروبات الخغيفة “بيصام *تجمخت ” والمتسوقات من ربات ييوت وفتياة وبعض المسنين اما اصحاب العربات فغالبيتهم اطفال وشبان في مقتبل العمر الجميع تربطه علاقات وطيدة قوامها المصلحة المشتركة والجوار او المعرفة مما ساهم بقوة في حفاظ هذه المحطة علي زخمها وشعبيتها رغم منافسة سيارات الأجرة والباصات الشديدة لهم اضافة الي انخفاض اسعارها مقارنة بالسيارات والباصات ولنكهة ركوبها الخاصة وقدرتها علي دخول مناطق تعجز الوسائل الاخرى عن الوصول اليها خاصة في موسم الخريف .
خدمات بالمجان.. واسعار في المتناول :
يقول ركاب هذه العربات انهم يفضلونها كثيرا لمعرفتهم بأصحابها فمعظمهم ابنائهم او ابناء جيران لهم ثم ان سعر ركوبها في متناولهم خاصة ان غالبيتهم من ذوي الدخل المحدود بائعات صغيرات يعلن اسرا عريضة ويقتنون هذه الوسيلة صباحا ومساء وبالتالي ليس بمقدورهم ركوب سيارات الاجؤة مرتين يوميا اضافة الي ان اصحابها يرفضون دوما ترك الطريق الرئيسي مما يفرض عليهن حمل متاعهم والسير لبعض الوقت الي منازلهم
وشهد شاهد من اهلها :
اما اصحاب العربات فتتباين ارائهم من مشيد بمردودية عمله ومقلل من نتيجتها في ظل منافسة سيارات الاجرة لهم والباصات التي يتساوي سعر تذاكرها مع اسعارهم التي لايستطيعون رفعها نظرا لتواضع مستويات زبنائهم .
ويشكوا اصحاب هذه العربات من كثرة الاتاوات التي تفرضها عليهم البلدية من حين الاخر لتزيد من متاعبهم الي جانب ارتفاع اسعار علف خيولهم وضعف الاقبال مع كثرة الوسائل الاخرى
ويعمل بعض اصحاب هذه العربات بنظام النصف مع ملاك العربة مما يفرض مضاعفة الجهد لتوفير دخل مقنع يشجع المالك علي الاستمرارية مع العامل .
ورغم عزوف البعض عن ركوب هذه العريات فانها وفرت دخلا معتبرا لبعض الشباب والاسر وشكلت بديلا لذوي الدخل المحدود خاصة من السيدات الاتي يعملن يسوقي السبخة والميناء ممن لايستطعن توفير مصاريف النقل يوميا في سيارات الاجرة
اخيرا
صراع من اجل البقاء :
ايام طفولة مدينة نواكشوط كان اقتناء هذه العربات ترفا …امااليوم فيهي تصارع من اجل البقاء علي خارطة النقل في ظل كثرة الوسائل الحديثة ويات ركوبها شبه مقتصر علي بائعات السمك والخضار .الا انها رغم كل ذالك ماتزال صامدة تجول يين السبخة والميناء تنقل بعض الركاب وتشكل تراثا ينبغي الحفاظ عليه في زحمة الوسائل المتطوؤة.
تحقيق واعداد : محمد الربيع