لا شيء يمكنه أن يعكرً صفو المحبة والأخوة الضاربة في التاريخ بين الشناقطة وأشقائهم السعوديين، لما عرفناه في ارض المنارة والرباط، من دعم ومساندة على يد خدًام الحرمين الشريفين وأمراء المملكة وحتى المواطنين العاديين..
ظلً الشنقيطي موضع احترام وتقدير على أديم البلاد المقدسًة وهو يتبوأ مكانه في دور العلم وحلقات الذكر، بقيً أجدادنا موضع ترحيب من كل السعوديين، وتواصل ودً الأشقاء السعوديين حتى يومنا هذا.. لم تشكوا الجالية الموريتانية في السعودية من أية مضايقات ولا إجراءات من شأنها أن تشعرهم بأن إقامتهم هناك كإقامة مواطن أجنبي اغترب عن وطنه، بل ظلوا يعتقدون بأنهم في وطنهم الأم، فلا فرق عندهم بين الرياض و نواكشوط، سوى في التسميات.
لا يذكر أنه في يوم من الأيام تقاعس القادة السعوديون عن دعم أشقاءهم الموريتانيين سواءا في المواقف السياسية أو في الدعم المادي والمعنوي، فاغلب الهبات التي تمنح للحكومات الموريتانية منذ قيام الدولة قادمة من الرياض، بلا منةً ولا سعي لاتخاذ "موقف" كما هو الحال للأسف مع بعض الأشقاء العرب.
ظلًت السعودية الأخ الأكبر والعين الساهرة على أمن واستقرار الدول العربية دون استثناء، ومن الطبيعي كردً للجميل على الأقل، أن تلقى كل هذا الدعم والمساندة من كل العرب، رغم وجود إخوة "ماردين" شقوا الصًف وخرجوا على المألوف سعياً لمصالح ضيًقة تخدم العدو الصهيوني أكثر ما تفيد غيره..!
إن اختيًار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لنواكشوط، كمحطة مهمة من محطات زيارته لبعض الدول العربية، هو في حد ذاته وسام شرف وتعبير صادق عن مدى التقدير والاحترام الذي تكنه السعودية لشقيقتها موريتانيا، وهو إن دلً على شيء إنما يدل على عمق الروابط بين البلدين واتضاح الرؤية لدى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وفخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز، في كل ما من شأنه أن يخدم الأمة العربية ويبقي على وشائج القربى والمحبه بين إخوة الدم والدين.
كل موريتانيا بانتظار هذه اللحظة التاريخية التي سبق للملك فيصل أن شرف بها موريتانيا بعيد الاستقلال بسنوات قليلة، واليوم يجسدها ولي العهد في مرحلة فارقة تحولت فيها موريتانيا من الحضور الدبلوماسي الخجول، إلى الفعل والتأثير الإقليمي والدولي، حتى باتت قبلة لأصحاب الجلالة والسمو، وكبار الشخصيات من مختلف أصقاع العالم..
فمرحباً بالأمير في بيته.