طابت أوقاتكم...!

17. أكتوبر 2018 - 20:52

كانت العلاقة بين الرئيس الإيفواري السابق لوران غباغبو، والرئيس الحالي الحسن درامان وتارا، طبيعية والتواصل بينهما قائما، رغم الاختلاف في الرؤى السياسية والخلفية الفكرية لكل منهما.
لكن فرنسا دخلت على خط المسار السياسي لمستعمراتها الإفريقية السابقة بعدما تردت العلاقة بين باريس وأبيدجان بفعل مواقف غباغبو المناهضة للنفوذ الغربي عموما والفرنسي بشكل خاص في القارة السمراء، وسعيها الدؤوب للتحكم في التوجهات العامة لسياسة كوت ديفوار الاقتصادية ومواقفها الدبلوماسية؛ فأوعزت لوتارا بالإصرار على منافسة غباغبو على السلطة رغم موانع دستورية ظلت تحرمه من ذلك عقودا من الزمن؛ في طليعتها منع الترشح للرئاسة على أي أيفواري غير مولود بكوت ديفوار من أب إيفواري ومقيم في البلاد خمس سنوات على الأقل قبل موعد الاقتراع الرئاسي.
رحبت حركة التمرد المسلحة في الشمال، ذي الغالبية المسلمة؛ التي يقودها غيوم كيغبافوري سورو، المدعوم عسكريا وماليا من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، ودبلوماسيا من رئيس بوركينا فاسو المخلوع بليز كومباوري، بفكرة ترشح وتارا (مسلم من أم إيفوارية وأب بوركينابي) ضد غباغبو؛ وتم دعمه عسكريا ودبلوماسيا من قبل فرنسا بقيادة نيكولا ساركوزي الذي تمكنت قوات بلاده المنخرطة في عملية 'ليكورن" بكوت ديفوار خلال موجة العنف العارمة التي ميزت الأزمة الانتخابية، من محاصرة الرئيس لوران غباغبو في مخبئه بأبيدجان وتمكين متمردي الشمال من القبض عليه وإذلاله، قبل أن يسلمه وتارا للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية !
من صفحة السالك عبد الله مختار

تابعونا