جليد بلا دخان؟

18. يونيو 2018 - 7:49

كرة الجليد تتدحرج صفقة توقع بالحبر في سنغافوره بين كوريا الشمالية واترامب، وأخرى تسيل أنهارا من الدماء في بلاد العرب (ترون غيومها تمطر- بلا رحمة- في اليمن وغزة وسوريا وسيناء، وفي ليبيا وحدود العراق)، وترون الحرب التجارية بين اليورو والدولار تتأجج ،
وبين "الباندا" الدب الصيني و"راعي البقر" الآمريكي تتكرس، ولم يعد للانتخابات أي طعم لا في الشرق ولا في الغرب، وترك الأفغان التدخل الأجنبي رهوا ، وتنادوا للبحث عن السلم الأهلي بعد عقود من المراهنة على الأجانب،وها هي اسبانيا تراجع نظرتها إلى الجدار، وترمق برأفة سيل المهاجرين إلى أوروبا عبر سفن " تجارة الموت".
وفي بلاد المسلمين (عربا وعجما)، قد تنجح "مافيا" (تتقمص الولاء الزائف، والنصح الكاذب؟)، في تنفيذ آلية ممنهجة لمحاربة أصحاب الكفاءات وحملة الأخلاق و سدنة القيم، وقد تتماها في سرقة الثروات البكر، ويصبح (أفاكوها)بين فينة وأخرى "وكلاء حروب خفية" يتنافسون كل يوم في تدمير مؤسسات الدولة وهيبتها ، وجني الثروات الطائلة بأسهل وأسرع الوسائل والسبل وأغلى صفقات الوهم، وتنظيم حملات التشويه والافتراء ضد البرءاء، ويمارسون بحنق هواية إذلال النبلاء، والسيطرة "بالغيلة والحيلة" على حقول السياسة والإعلام، وجر المسلمين إلى فتن الشهوات وحروب الشبهات...
وهؤلاء في – زمهريرهم- لا يرعون فى شعبهم ووطنهم، ولا في مناطقهم وإخوتهم من المسلمين إِلًّا وَلَا ذِمَّةً.، وصفهم الله بوضوح في سورة التوبة فقال عز وجل :(( كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ )).
إلا أننا لازلنا نراهن على أن عصابات مهنها الثأر والتصفية، والاحتيال والتهريب، والتزوير والتنفير، وبيع الذمم والمخدرات، وتفليس البنوك و المؤسسات، وحماية بيوت الدعارة والبشمركة ، و تخليص عصابات الإجرام الليلي والاعتداء على الناخبين، وإغلاق مصانع الرجال، والترويج لدعايات صهيونية وماسونية وحجاجية، وأكل التراث أكلا لما ، وحب المال حبا جما، لن تفلت من العقاب، ولن تعمر طويلا.
ماتت المافيا في صقلية، وسقطت أسوارها في عهد الفاشية والنازية والشيوعية، وهزمت عصاباتها في تكساس ومدن "الهوامش" الفقيرة،وفقدت السيطرة على الحكومات والجزر والبحار.، وألغت الانتخابات الحصانة عن عائلاتها في كثير من البلدان.، وفضحها القضاء وأعوانه، رغم فداحة الفاتورة في الأنفس الخيرة والأموال الخالصة من الغسيل.
عالم المافيا السري يستخدم أشجارالليمون والقنب، وعالم المتاجرة بالعقارات، وتجارة السلاح، والعالم المخملي للجنس والغمار، ويتحالف فيه الإرهاب الفكري مع الإرهاب الدولي وشركات المرتزقة، وتجار الحروب بالوكالة.، والمرتشين من وكلاء وأعضاء الحكومات.
من وصايا زعماء المافيا التليدة، تحريم العلاقة مع علماء الدين والجيش والشرطة، فهذه الرموز التي تدافع عن العدالة وتحترم القوانين ، هم الأعداء الحقيقيون "للمافيا" وثلاثيها (رائشها ،وراشيها، ومرتشيها).
أغلب خطط المافيا تدار تحت الأرض، أو في أنفاق أو عبر سراديب أو بيوت سرية، أو بواسطة رسائل مشفرة، واجتماعات ليلية منسقة.
المافيا الصقلية في ديار الخائفين : تقتل ضحكا، وتقتل عسلا، وتقتل لذة، وتقتل بدك الحصون ودق الأعناق.، وتقتل بحروف "الإلزام" وبحروف "الإعلام"
ولكنها تارة كفوهة الجليد الأبيض، تبتلع "كبراء مترفيهم"، و"كبار مكرهم" ، وتقتل"أصحاب الأخدود"، بلا سابق إنذار وبلا دخان.
هذا إن وجد في أرض الجليد، شرط، وقضاة وعلماء، رهبانا بالليل، وهم بالنهار يسقون أرضهم ، سقيا الأقوياء، قد حازوا عفة وحياء الأمناء.

تابعونا