دعم ميسي ورونالدو للمغرب لا يَصمِد أمام تهديدات ترامب

13. يونيو 2018 - 9:49

يواجه المغرب امتحان صعب اليوم اﻷربعاء لمعرفة من سيكون الفائز في تنظيم كأس العالم سنة 2026 والخصم هو الثلاثي الولايات المتحدة – كندا – المكسيك، وما زال هناك بصيص أمل للمغرب رغم الانقسام الواضح وسط المغاربة بين مؤيد لاحتضان التظاهرة، ورافض بحجة الأولويّة للملفات الاجتماعيّة.
وكتبت صحيفة “لوموند” الفرنسيّة يوم الثلاثاء مقالاً بعنوان “كأس العالم 2026” لماذا المغرب ما زال يتطلع للفوز″، وقالت الصحيفة برهان المغرب على بعض النقط لصالحه وهي القرب الجغرافي من القارة الأوروبيّة، المعقل الكبير لكرة القدم، واحتضان مُدن لا تبعد أكثر من 500 كلم عن الدار البيضاء أمام آلاف كلم في حالة الثلاثي.
وجرب المغرب حظه أربع مرات خلال سنوات 1994، 1998، 2006، 2010، وكان دائمًا يخسر أمام منافسين كبار ومنهم الولايات المتحدة سنة 1994 وألمانيا سنة 2006 وضد حليفه التقليدي فرنسا سنة 1998.
واستطاع المغرب الحصول على دعم ملوك كرة القدم مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي، والبرتغالي كريستيانو رونالدو، وإبراهوموفتيش الذين أعربوا عن موقف مؤيد للمغرب في شبكات التوصل الاجتماعي، لكن لا تأثير لهم أمام الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة على 211 أعضاء الفيفا، وبالخصوص تهديدات ترامب.
وينتظر الجميع خسارة المغرب بعدما تخلَّى عنه الأشقاء في القارة الأفريقيّة مثل جنوب إفريقيا وليبريا وزامبيا وزيمبابوي، لكن الضربة القاسية جاءت من بعض الدول العربيّة التي أعلنت تأييدها للولايات المتحدة مثل العربيّة السعوديّة، العرّابة المُفتَرضة للتَّضامُن العربيّ والإسلاميّ.
وحمل ترشح المغرب مفارقات في العلاقات الدوليّة، فقد انضمت السعوديّة إلى الولايات المتحدة، وهي الحليف التقليدي للمغرب، لكن إيران التي لديها علاقات مقطوعة مع المغرب صوّتت للأخير شأنَها شأنَ الجار الجزائر التي تجمعها علاقات سيئة بالرباط.
وتنظر روسيا والصين إلى تنظيم كأس العالم 2026 من زاوية الحرب الباردة، فسيمنحان صوتيهما ليس حُبًّا في المغرب بل ضِدًّا في الولايات المتحدة، فالحرب الباردة لا تقتصر على نشر الأسلحة والمواجهة في سوريا بل تمتد إلى القطاع الرياضي.
ويوجد توجُّس وسط المغاربة بخسارة الترشيح والاعتراف بعدم مجاراة الحليف الأمريكي بالخصوص في ظل التهديدات التي تصدر عن رئيس هائج مثل دونالد ترامب يُهدِّد بطريقةٍ فَجّةٍ من يُعارِض الولايات المتحدة.
وهناك انقسام وسط المغاربة، طرف يعتقد في احتضان المغرب فخرًا للوطن يجعله في مصاف الدول ذات الشأن، وطرف يعارض استضافة كأس العالم وسط الظروف الاجتماعيّة البيئة التي يحياها جزء هام من المغاربة.
وإذا خسر المغرب استضافة كأس العالم 2026، فستكون المرّة الخامسة، ولن تُغيّر الخسارة من الأوضاع المغربيّة، لكن في حالة الفوز فستكون هزّة نفسيّة للمغاربة قد تُعيد لهم الثِّقة المَفقودة خلال السَّنوات الأخيرة.