مدينة أبي تلميت مدينة عريقة وكبيرة وقد تميزت في الكثير من المجالات وخاصة الدينية والسياسية والثقافية وقد شاركت في بداية ارهاصات الدولة الموريتانية كما ساهمت في إنشائها على يد رجال سياسيين أشداء على أنفسهم رحماء في ما بينهم وذلك بقيادة الرئيس المؤسس / الأستاذ المختار ولد داداه رحمه الله باني الأمة وصانع مجدها .
ومنذ تلك اللحظات التاريخية ومدينة ابي تلميت تعتبر منهلا لطلاب العلم وملجأ لأصحاب الحاجات ومركزا لإيواء جميع الأفراد الموريتانيين وغيرهم من أجل الأمن والسلام والرغبة في الخير لجميع المسلمين.
فقد عرفت هذه المدينة بأشياخها ... وعلمائها ..... وأوليائها...الصالحين كل هذا يتمثل في أسرة أهل الشيخ سيديا الكريمة ودورها في بناء هذه المدينة وتأسيسها والعناية بسكانها القادمين من كل حدب وصوب حتى أصبحت قبلة لكل المسلمين فمن يريد الله به خيرا يزور هذه المدينة لقضاء حوائجه .... أو تفقها في أمور دينه ودنياه ، وبناء على ذلك تم إنشاء معهد أبي تلميت للعلوم الإسلامية لينهل من معينه كل ابناء الوطن وغيرهم ليدرسوا فيه ويتخرجوا معلمين أو أساتذة وعلماء كان لهم الدور البارز في تنشأة الأجيال الوطنية منذ الإستقلال وحتى الآن والتعريف ببلاد شنقيط في المحافل الدولية وتحسين صورتها بين الأمم والشعوب ومن هاؤلاء العلماء الأجلاء لا للحصر : العلامة عبد الله ولد بيه أطال الله في عمره – العلامة محمد سالم ولد عدود رحمه الله – العلامة حمدا ولد التاه اطال الله في عمره إلى آخر القائمة الطويلة كما ساهمت في تكوين العديد من الاطر والمفكرين والكتاب البارزين والوزراء السياسيين ...الخ
المهم أن هذه المدينة لها شأن عظيم سواء على المستوى الوطني او الدولي وهذا ما ادى الى ظهور أحد أبنائها الغيورين والبررة من أجل مواصلة المشوار وحمل المشعل العلمي والروحي والسياسي والثقافي للنهوض بها ونفض الغبار عن التركة الثقيلة والقيام بالمسؤولية الكبرى اتجاهها.
إنه الزعامة الروحية والمرجعية الدينية وصاحب المبادرات الإصلاحية سماحة الشيخ /الفخامة سيدي محمد ولد عبد الرحمن ولد الشيخ سيديا الملقب ( الحكومة) حفظه الله ورعاه .
علاوة على ما قامت به الدولة من جهود مشكورة لتعيينها للشيخ محمد ولد الشيخ سيديا الوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية الذي تم تعيينه في هذا المنصب من طرف الرئيس محمد ولد عبد العزيز وذلك في حق ساكنة هذه المدينة وأطرها ووجهائها ومشايخها وشبابها علما بأنها هي الأولى في نسبة النجاح في التصويت على الاستفتاء الدستوري وهي الأولى في احتياج أطرها الى التعيين وهي الأولى في ما يعانيه شبابها الحامل للشهادات العالية من البطالة والتهميش وهي الأولى في عدم وجود أي مشروع أو جامعة أو معهد تقني داخل هذه المدينة .... ومن الملاحظ ان الوزير الأمين العام الجديد هو الشخص المناسب في المكان المناسب ويمكن أن يعتمد عليه في مجال الحوار الوطني بين الأغلبية والمعارضة الجادة كما انه هو أحد القادة والوجهاء البارزين وهو الشخص المؤتمن الذي يمكن أن تثق فيه وتقف معه جميع الأحلاف السياسية والفئات الوطنية والمجموعات المحلية بما في ذلك دعم جميع المواطنين داخل الوطن وخارجه نظرا لما يتمتع به من كفاءة عالية فضلا عن اخلاقه ومميزاته التي تأهله أن يكون صاحب حقيبة وزارية مهمة يخدم من خلالها المدينة وساكنتها كما يخدم الدولة والمجتمع الموريتاني بأكمله .
إن إنجاز هذه المهمات الصعبة هو الذي يكفل للمرجعية الفعلية في مدينة أبي تلميت المساهمة الحقيقية في إعادة الطاقة الروحية والسياسية والفكرية والإصلاحية لساكنة هذه المدينة ولولاية اترارزة وللشعب الموريتاني بأكمله .