نصيحة نهاية الأسبوع الصحية حول ما يعرف عندنا ب "الحموضة"

16. مارس 2018 - 17:44

- إذا أردنا تعريف الحموضة تعريف مبسط و مباشر فيمكن القول أنها جميع الأعراض الناتجة عن إرتفاع منسوب الإفرازات الحمضية المعدية و هذ الأعراض تظهر على شكل: آلام في المعدة، صعود الإفرازات إلى الأعلى باتجاه المريء ما يسبب حرقة في الصدر، القلق ما يترتب عليه إضطرابات في النوم و الأكل.....الخ.
هذا الإرتفاع في منسوب الإفرازات ينتج في أغلب الأحيان عن وجود قرحة معدية سببها بكتيريا تسمى Helicobacter Pilory
و هذه البكتيريا تنتقل عن طريق المصافحة أو أكل أو شرب مواد ملوثة...الخ و علاجها بسيط للغاية و هو إعطاء أدوية مدة أسبوعين أو ثلاثة متواصلة و عادة يتم القضاء على هذه البكتيريا!
الآن لنبحث عن التعريف الآخر للحموضة في بلادنا و هو أن هذا المصطلح قد تم إعطاءه لمختلف الأمراض و الإضطرابات النفسية فمن غير المنطقي أن يأتي المريض ليقول لأحدهم أنه مصاب بمرض نفسي لأن المجتمع لا يقبل ذلك خصوصا في بلد كبلدنا! و بالمناسبة هذا ليس حكرا على بلادنا فقط فالإسم الذي يطلق على المرض النفسي يختلف باختلاف الشعوب و عادة يختار المجتمع إسم مرض شائع لديه ليطلقه على المرض النفسي من أجل تفادي الحرج و في مجتمعنا تم إختيار "الحموضة" بصفة تلقائية نظرا لإنتشارها الواسع في المجتمع! 
لكن يبقى هناك سؤال هل المرض النفسي مثل المرض العضوي و هل أعراضه ناتجة فقط عن "التخيلات" و أهل لِخْلَ"؟ الجواب هو لا طبعا فالمرض النفسي مثله مثل المرض العضوي-مع وجود إختلافات طبعا- ناتج غالبا عن وجود خلل في إفرازات كيميائية في جسم الإنسان!
لنأخذ الكآبة Depression و القلق anxiety كمثال على هذا و هما من أكثر الأمراض شيوعا في جميع المجتمعات بما في ذلك مجتمعنا. 
كلا المرضين قد ينتجان عن وجود خلل في عمل مادة تسمى serotonin في الدماغ و إعطاء الدواء اللازم يجعل المريض يتعافى و الأعراض تنقص حدتها إلى أن تختفي! طبعا قد يحتاج المريض إلى علاج نفسي موازي لزيادة نسبة الشفاء و خفض المدة الزمنية للأعراض إلى أقل ما يمكن!
إذا القول بأن المرض النفسي لا يمكن الشفاء منه هو قول غير صحيح إطلاقا فالمريض النفسي مثله مثل المريض العضوي يحتاج إلى إعطاء العلاجات اللازمة طبعا قد يكون المرض النفسي مزمنا مثله مثل الضغط و السكري و غيرهما الفرق هو فقط في "آليات العلاج" بين المرض النفسي و العضوي!
بقي القول بأنه هناك أمراض عضوية أعراضها مشابهة لأعراض "الحموضة" و دور الطبيب هو البحث عن هذه الأمراض قبل أن ينتقل إلى إحتمال وجود مرض نفسي خلف تلك الأعراض، و هذه الأمراض هي: نوبات القلب و إختلال عمل الغدة الدرقية "لِگْواترْ"......الخ!

من صفحة : Moktar ould weddih