من حق أنصار الرئيس محمد ولد عبد العزيز و مؤيديه أن يمارسوا الضغط بكل الوسائل التي تمكنهم من دعم ترشحه لولاية ثالثة ما دامت الوسائل سلمية و ديمقراطية و حضارية ، كما من حقهم أن يدافعوا عما يعتقدون أنه شرعية الانجاز كأساس للشرعية الدستورية و القانونية ، تمثلها مسيرة تنموية استمرت قرابة العقد من الزمن و أن يستنفدوا كل الحجج السياسية لتبرير دفاعهم عن المأمورية الثالثة .
و السؤال الجوهري المطروح هل تكون المأمورية الثالثة أو لا تكون ؟ محل أحاديث الناس، من النخبة الوطنية إلى المواطنين البسطاء، فلا تنزل في أي منزل أو محل تجاري إلّا وبادرك الناس بذات السؤال. وكل له مبرراته، سواء أكان من المتوقعين أو المساندين لها، أو المتوقعين لعدمها والرافضين لها ..
تتمحور مبررات المؤيدين للمأمورية الثالثة حول منجزات الرئيس محمد ولد عبد العزيز خلال العشرية الأخيرة منذ توليه الحكم، وعلى رأس هذه المنجزات تحقيق الأمن و الاستقرار ، التي تعني التصدي لموجة الإرهاب ، ووقف انتهاك السيادة الوطنية ، وتمكين موريتانيا من تفويت الفرصة على حدوث ربيع عربي في البلاد كما حدث في ليبيا ومصر وسوريا وغيرها من البلدان، ثم تحقيق مكاسب تنموية كبيرة متجسدة في المنشآت القاعدية المتنوعة مثل الطرق المعبدة و المواني ، والمطارت ، وبناء السدود، و المستشفيات العامة و المتخصصة ، وحل مشكلة المياه الصالحة للشرب عن طريق بحيرة الظهر و مشروع آفطوط الشرقي ،إنشاء مدارس الامتياز، وبناء مراكز التعليم المهني في ولايات الوطن ، و حل مشكل العشوائيات و أحياء الانتظار في العاصمة انواكشوط و انواذيبو ومدن أخرى......، و تقديم القروض للشباب عن طريق وكالة تشغيل الشباب و صندوق الإيداع و التنمية و وكالة الوثائق المؤمنة وغيرها من المنجزات التي يرتكزون عليها، وحتى عسكريا فإن الجيش الموريتاني عرف نقلة نوعية من حيث الاحترافية والتجهيز خلال الـ 10 سنوات المنقضية .
وبنظرنا كمؤيدين لترشح الرئيس محمد ولد عبد العزيز لمأمورية ثالثة ، فإن موريتانيا في عهده على وشك أن تصبح قوة إقليمية صاعدة في شبه المنطقة ، وحتى تتمكن من تحقيق ذلك فإنه من مصلحنا أن يواصل الرئيس محمد ولد عبد العزيز مهامه على رأس الدولة .
أما المعارضين للمأمورية الثالثة ، فبدورهم لهم مبررات وحجج يرتكزون عليها و إن كانت ضعيفة ، أولا يشكك المتشددون في منجزات الرئيس الواضحة للعيان ، بينما يقول المعتدلون منهم أن المنجزات مؤكدة وثابتة لكنها دون مستوى ما صرف من أموال. كما يعتبر هذا التيار أن ترشح محمد ولد عبد العزيز لولاية أخرى يقضي على حلم التداول السلمي على السلطة ، قضية أخرى أشارت إليها الصحف و المواقع المحلية ، وسوقتها على أن المأمورية الثالثة لن تكون، هي تصريحات السفير الفرنسي المقيم في نواكشوط الذي شكر الرئيس محمد ولد عبد العزيز على عدم نيته الترشح مجددا ، وقيل أن باريس بهذه التصريحات تعارض ترشح الرئيس لولاية ثالثة متناسين أن دور فرنسا في التأثير على صناع القرار الوطني أصبح من الماضي .
ويكمن القول أن إرادة الجماهير الوطنية الرافضة لإجهاض مسيرة البناء التنمية والأحزاب السياسية والمبادرات الوطنية الداعمة لبرنامج رئيس الجمهورية كفيلة بحسم القضية ، و اعتبار المأمورية الثالثة تحصيل حاصل .