أنهى رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز من مدينة تامشكط سلسلة زياراته للداخل، بعد أن بدأها من انواذيبو، وواصلها من اترارزه، ثم لبراكنه، وتوجها بكوركول، بإشرافه على احتفالات عيد الاستقلال الوطني، قبل أن يختتمها من تكانت، بمهرجان المدن القديمة في تيشيت، ثم تامشكط بولاية الحوض الغربي، وقد اشرف ولد عبد العزيز خلال جميع هذه المحطات على تدشينات في مختلف القطاعات الحكومية، وكان لافتا بالنسبة للمراقبين إصرار ولد عبد العزيز شخصيا على تدشين جميع المنشآت، وإطلاق المشاريع بنفسه، في ذكرى الاستقلال الـ57، وقد جرت العادة أن يقوم الرئيس بتدشينين، او ثلالثة، بينما يتولى الوزراء، وبقية المسؤولين في الدولة باقي التدشينات، خاصة تلك التي تكون خارج العاصمة، ولا تكتسي أهمية وطنية.
ولد عبد العزيز هذه السنة احتكر لنفسه تدشينات الاستقلال، الكبير منها، والصغير، فحتى تشين مخزن لتوزيع الأسماك في كيهيدي، لا تتجاوز تكلفة بنائه نحو 30 مليون أوقية، وكان من المناسب أن يدشنها عمدة كيهيدي، أو وزير الصيد والاقتصاد البحري، لكن ولد عبد العزيز حرص على تدشينها بنفسه، وما يثير التساؤل هو تعمد ولد عبد العزيز التغيب عن تدشين منشآت كبيرة، وترك المهمة للوزراء، رغم تواجد الرئيس في انواكشوط سابقا، بينما حرص على ألا يدشن أي مسؤول منشأة، أو مشروعا هذه السنة، واحتكر المهمة لنفسه، طبعا باستثناء تدشين ثكنات، ومقرات للحرس الوطني في لعيون، وانواكشوط، أشرف عليها وزير الداخلية، رفقة قائد أركان الحرس الوطني.
ويرى المراقبون أن حرص ولد عبد العزيز على الظهور بقوة هذه السنة، تزامنا مع ذكرى الاستقلال الوطني، وفي جميع مناطق الوطن، ربما يهدف ارجل من ورائه إلى إعطاء صورة عن أهمية الإنجازات التي حققها للوطن، والمواطن، وترك انطباع بأن ولد عبد العزيز بالفعل هو ذلك الرجل القوي، الذي يمسك بزمام الأمور في البلد بقوة، ويتابع شخصيا أدق تفاصيل السياسات الحكومية في جميع القطاعات، ومختلف المناطق، وربما تذكير الموريتانيين بضرورة التمسك بهذا الرجل، فرئيس بهذه المواصفات قد لا يكون متاحا، وإلا فما سبب هيمنة الرئيس على جميع الخرجات الإعلامية المصاحبة للاستقلال، حتى إنه فضل التغيب عن قمة أبيدجان الأوربية- الإفريقية..؟؟!.
الوسط