يحمل تخليد الثامن والعشرين من نوفمبر هذا العام في مدينة كيهيدي الكثير من الدلالات الرمزية والرسائل السياسية الدالة. فهو وفاء وإخلاص لروح شهداء الوطن من مقاومين وأبطال مغاوير قدموا ويقدمون أرواحهم الزكية فداء للوطن وذودا عن حماه، وسيكون رفع العلم الجديد في عروس النهر دليلا ملموسا لا يقبل الدحض - ولا تصمد أمامه الإدعاءات والأقاويل الغير مأسسة - على تكريم كل المقاومين الذين ناهضوا الاستعمار وخاصة الأمير عبدول بوكار كان الذي نغص هو حلفاؤه من الكوركوليين وغيرهم (بمن فيهم بكار ولد اسويد أحمد) على الحامية الفرنسية وجودها بكيهيدي. ومن ناحية أخرى فإن تخليد الذكرى السابعة والخمسين في مدينة كيهيدي هو احتفاء صادق بتعددية موريتانيا وثرائها الثقافي، ورسالة حرص على السير بموريتانيا بتنوعها في الموكب التنموي لموريتانيا الجديدة التي يقودها بكل حنكة وتبصر فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز. وفوق كل ذلك هو تمسك صريح من القيادة الوطنية بمسار المصالحة والوحدة الذي دشن رئيس الجمهورية به عهده الميمون من خلال صلاتة على أرواح مواطنينا الذين فقدناهم خلال فترة الأحداث الألمية - لا أعادها الله - التي تسببت في شرخ عميق في وحدتنا وهددت تعايشنا. اليوم وقد تزينت كيهيدي لإستقبال هذا الحدث التاريخي فإنها وبلا شك تعلن صادقة ولاءها لرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي يعود له الفضل في تحديدها وجهة للتخليد، ويعود له في توجيه مختلف المشاريع التنموية إليها ونفض غبار النسيان عنها، ويعود له كذلك في إضاءة أزقتها وإفساح شوارعها وتشييد طرقها الشيء الذي جعل المدينة تستعيد دورها ومكانتها كقلب نابض ومركز حدودي ناهض. ومن شأن ذلك أن يجعل ساكنة كوركول بشبابها وشيبها، ورجالها ونسائها ملزمة برد الجميل لرئيس الجمهورية من خلال تنظيم استقبال يليق بكيهيدي عاصمة التنوع والثراء الثقافي والطبيعي ويليق بالضيف الذي أقول له بدوري: حللتم أهلا ونزلتم سهلا سيدي الرئيس.