انواكشوط "موريتانيا الحدث " : - سعى فيردنان دي ليسبس سعيا دؤوبا لدى صديقه الخديوي سعيد بن محمد على والي مصر، لأخذ امتياز تنفيذ مشروع قناة السويس التاريخي، مستغلا العلاقة الوطيدة التى نشأت بينه وبين سعيد في مقتبل العمر، حيث كان سعيد يتردد على منزل أسرة ماتيو دي ليسيبس والد فيردنان صديق والده وكان محمد على في تلك الفترة قد فرض نظاما قاسيا على ولده لإرغامه على الحياة العسكرية من بينها فرض نظام صارم للغذاء ضج منه سعيد الأكول، فكان يجد في منزل آل دي ليسبس فرصة لكسر هذه التعليمات فكان يجد هناك ما لذ وطاب من الأطعمة ومنها المكرونة الإيطالية التي نالت إعجابه الشديد وكان يأكل بشراهة أكدتها بدانته التى سخر منها المصريون، وكان لهذه السخرية ما يؤكد مبررارتها أولا في البدانه المفرطة الظاهرة على سعيد وثانيا ما وضح في هذه السهولة التى نال بها دي لسبس الامتياز، فقد كان سعيد متساهلا جدا في شروط الامتياز في منح الأراضي وتسخير العمالة اللازمة من أبناء الشعب لحفر القناة بلا أدني رعاية ملموسة من أي نوع.
وقد صدر الامتياز المجحف بحقوق مصر في حاضرها ومستقبلها، في 30 نوفمبر 1854 بمنح فردينان دي ليسبس، حق إنشاء “الشركة العالمية لقناة السويس البحرية” واستغلالها لمدة 99 عاما تبدأ من يوم افتتاحها للملاحة وتؤول كاملة للحكومة المصرية بعد تمام هذه المدة.
كما منح الخديوي سعيد الشركة كل الأراضي التى تحتاجها كما منحها حق الحصول على جميع المواد اللازمة التى تحتاجها في أي عمل متعلق بالقناة أو منشآتها، باستخراجها من المناجم والمحاجر المصرية بدون أي مقابل وكذلك أعفى كل المعدات والأدوات من الجمارك!.
وتوزع الأرباح السنوية بتسبة 75% للشركة و15% للحكومة المصرية و10% للأعضاء المؤسسين للشركة، كل ذلك مع تعهد من والي مصر بتقديم مساهمته الصادقة وكذلك جميع المستخدمين التابعين للحكومة، لتسهيل ما يلزم للمشروع.
المصدر
موقع قصة الإسلام
{ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }