الربيع: يبدو أن العلاقات السعودية الإسرائيلية في طريقها إلى مستويات غير مسبوقة من التقارب والتطبيع، حيث توقع الكاتب الإسرائيلي، عامي دور أون، أن تشهد الفترة المقبلة زيارة مرتقبة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الرياض.
وقال أون في مقال له بموقع “نيوز ون” الإخباري الإسرائيلي، إن “الزيارة لم تعد ضربا من الخيال، بل أصبحت ترجمة لواقع يشهد انقلابا جديدا في الشرق الأوسط وتطبيقا للمصالح الوجودية للدولتين”. وفقا لموقع عربي 21.
وأضاف: “العلاقات بين السعودية وإسرائيل تشهد تقاربا في الأقوال والأفعال إزاء الخطر المشترك الذي تمثله إيران”، متوقعا أن يستيقظ الإسرائيليون ذات يوم على خبر يفاجئ العالم بزيارة نتنياهو إلى الرياض “وهو يجلس على كرسي ذهبي ويتبادل الابتسامات مع مضيفيه السعوديين“.
وتوقع الصحفي الإسرائيلي، أن تتم زيارة نتنياهو إلى القصر الملكي السعودي، قبيل الانتخابات البرلمانية القادمة في إسرائيل المقرر إجراؤها في 2019 كي تؤثر في نتائجها.
وتابع “أون” وفقا للموقع: “من يعلم فقد يتم تعيين أحد رؤساء جهاز الأمن العام الشاباك من متحدثي اللغة العربية الفصيحة وزيرا في إسرائيل لشؤون السعودية“.
وأشار الكاتب إلى وجود تقارير عديدة تحدثت عن تعاون سري بين إسرائيل والسعودية لإحباط المشروع النووي الإيراني، ومنها إجراء رئيس الموساد السابق مائير دغان اتصالات سرية مع نظرائه السعوديين، وتوصله إلى تفاهمات أمنية، ثم زيارته للرياض.
تطبيع غير معلن
ورغم الموقف السعودي الرسمي الذي لا يعلن عن أي تواصل مع الجانب الإسرائيلي، فإنه على الصعيد غير الرسمي شهدت السنوات الأخيرة لقاءات بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين سابقين؛ وصلت إلى حد زيارة إسرائيل، وهي أمور لم تكن معهودة في الماضي.
ففي يناير الماضي، نشرت وزيرة خارجية إسرائيل السابقة تسيبي ليفني، عبر حسابها الرسمي على موقع تويتر، صورة تجمعها مع الأمير تركي الفيصل، خلال تواجدهما معا في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في مدينة دافوس بسويسرا.
وقالت ليفني معلقة على الصورة: «في دافوس مع الأمير السعودي تركي الفيصل بعد مناقشة عملية السلام وقضايا المنطقة مع وزير الخارجية الأردني، ورئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني».
وفي يونيو 2016، أجرى الأمير تركي الفيصل مناظره مع الجنرال الإسرائيلي (احتياط) يعقوب أميدرور مستشار الأمن القومي السابق لحكومة بنيامين نتنياهو، نظمها معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، بحسب شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية.
وآنذاك، قال الأمير السعودي: «إسرائيل لديها سلام مع العالم العربي، وأعتقد أن بإمكاننا مجابهة أي تحد، ومبادرة السلام العربية المقدمة من السعودية عام 2002 من وجهة نظري تقدم أفضل معادلة لتأسيس السلام بين إسرائيل والعالم العربي».
وأضاف: «التعاون بين الدول العربية وإسرائيل لمواجهة التحديات مهما كان مصدرها سواء كانت إيران أم أي مصدر آخر ستكون مدعمة بصورة أقوى في ظرف يكون فيه سلام بين الدول العربية وإسرائيل، ولا أستطيع أن أرى أي صعوبات بالأخذ بذلك».
والشهر الماضي، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن وجود علاقات غير مسبوقة بين (تل أبيب) والدول العربية، مؤكدًا أنه لم يتم الكشف عن حجم هذا التعاون حتى الآن، وواصفا هذا التغير بالأمر الهائل.
وقال عبر حسابه على تويتر: “ما يحدث اليوم في علاقاتنا مع الدول العربية يعتبر غير مسبوق، لم يتم الكشف عن حجم هذا التعاون بعد، ولكنه أكبر من أي وقت مضى، هذا تغيير هائل”. وأضاف في تغريدة أخرى: “هذا التغيير الهائل يجري رغم أن الفلسطينيين لم يغيروا بعد، للأسف، شروط التوصل إلى تسوية التي تعتبر غير مقبولة بالنسبة لجزء كبير من الشعب“.
وشهدت الشهور الأخيرة، انطلاق دعوات بالسعودية غير مسبوقة للتطبيع مع (إسرائيل)، رغم أن التصريح بهذا الأمر علنًا كان من قبيل (المحرمات)، قبل التغيرات الجذرية الأخير في توجهات وسياسات المملكة.
بوابة الشرق