دافع محمد الأمين الشيخ وزير الثقافة الناطق باسم الحكومة الموريتانية أمس عن ترحيل الأمن الموريتاني يوم الجمعة الماضي لوفد حقوقي أمريكي كان مدعوا للاطلاع على حالة الرق في موريتانيا.
وأكد في مؤتمره الصحافي الأسبوعي» أن من أسباب عدم استقبال هذا الوفد أن برنامج زيارته لم ينسق فيه مع الحكومة الموريتانية فمن العادة، يقول الوزير، أي وفد تستقبله موريتانيا يرسل برنامجه للسلطات المعنية للموافقة عليه من أجل تسهيل مهمته ومواكبته وتأمينه».
وقال: «إن موريتانيا مفتوحة أمام الجميع، ولكنها لا تستقبل الوفود الأجنبية إلا وفق برنامج محدد، فالعالم لم يعد يسمح بالدخول من دون تنسيق «.
وأوضح الوزير الموريتاني «أن الوفد الامريكي أرسل برنامجه قبل أسبوع وأبلغوا بأن البرنامج غير مقبول فأجروا تغييرا طفيفا على البرنامج وردت عليهم الجهة المختصة بأن التغيير لا يكفي، لأنه يحصر اللقاءات على فئة معينة ودستور موريتانيا يمنع الاتصال الذي يقوم على انتقاء فئوي؛ فكل القضايا في موريتانيا معني بها الكل، فالموريتانيون شعب واحد ونسيج واحد والقضايا المطروحة جميعها تمس الجميع وينبغي أن يشارك فيها الكل سواء من حيث المعالجة أو التصور أو في الحل».
وأكد «أن الدستور الموريتاني لا يسمح بمناقشة القضايا بنظرة فئوية وهو ما يكرسه برنامج الوفد الأمريكي فكل لقاءاته مع فئة معينة وحتى السهرات وهذا في الحقيقية يخالف القانون الموريتاني ويخالف الأريحية التي يتمتع بها الشعب الموريتاني الذي هو مجتمع واحد متماسك».
وأوضح الوزير الموريتاني «أن السلطات كانت واضحة حيث أخبرت السفارة الامريكية بأن الوفد لن يسمح له بالدخول ومع ذلك قرر الوفد القدوم إلى موريتانيا».
وكان الوفد الحقوقي الأمريكي قد فوجئ بترحيل السلطات الموريتانية له حيث توجه إلى داكار عاصمة السنغال المجاورة، بينما أعربت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في نواكشوط عن «قلقها بعد أن تم رفض دخول 12 ناشطا من قادة الحقوق المدنية الأمريكية إلى موريتانيا»، مؤكدة في بيان وزعته حول الحادثة «أن الولايات المتحدة تشعر بخيبة أمل وقلق إزاء قرار منع دخول هذا الوفد». وأضافت: «هذا الوفد الخصوصي المكون من مجموعة من قادة حقوق الإنسان، تضيف السفارة، الذي تنظم زيارته من طرف معهد مكافحة الرق “أبولوشن إنستيتوت” الموجود مقره بمدينة شيكاغو الأمريكية ومنظمة “رينبو بوش” للدفاع عن القوق المدنية، كان سيزور موريتانيا في الفترة من 8 إلى 15 سبتمبر الجاري لمعرفة المزيد حول الجهود المبذولة للقضاء على الرق ومخلفاته وتعزيز التماسك العرقي في موريتانيا».
وأضاف البيان «كان من المقرر أن يلتقي هذا الوفد مع السفارة الأمريكية بنواكشوط والمسؤولين وقادة المجتمع المدني الموريتاني، وكان يأمل من خلال اجتماعاته وتفاعلاته الاستفادة من تجربة نجاح موريتانيا في القضاء على الرق وتعزيز تلك النجاحات على الصعيد الدولي».
وتابع البيان «تعترف السفارة الأمريكية بأن العرق والتماسك الاجتماعي غالبا ما يكونان من القضايا المتجذرة التي يستغرق التغلب عليها وقتا طويلا وجهدا كبيرا، ونحن نحيي الأعمال البطولية التي يقوم بها الموريتانيون الذين يواصلون محاربة آثار الرق والانقسامات العرقية في بلدهم، بالطريقة ذاتها التي نشيد بها بالأبطال الأمريكيين الذين يكافحون من أجل توحيد أمريكا في ضوء المظالم الاجتماعية الأخيرة، ونحن ندرك أنه بإيجاد وجهات نظر جديدة لتحليل هذه المشاكل سنجد حلا».
وأكدت السفارة الأمريكية في موريتانيا «أنها ستواصل دعم وتعزيز التسامح والتماسك الاجتماعي بنظرة لمستقبل أفضل حيث يكون تنوع البلد مصدرا للقوة»، حسب تعبير البيان.
واحتجت منظمة «نجدة العبيد» الجهة المستضيفة للوفد الأمريكي، هي الأخرى، على قرار ترحيل البعثة الحقوقية الأمريكية، مؤكدة في بيان حول الحادثة «أن المعهد الأمريكي لمكافحة الرق سبق له أن استضاف وفدا من نجدة العبيد عام 2015 وأنها استدعت مسؤولي المعهد لزيارة موريتانيا، في إطار رد الجميل».
وأوضحت المنظمة «أن الهدف من زيارة الوفد لموريتانيا هو تجميع تجارب الأمم الأخرى والمقاربات الأخرى المتعلقة بمكافحة الرق، بما في ذلك التجربة الأمريكية الغنية».
وأضافت «إن قرار ترحيل البعثة الحقوقية الأمريكية لا يشرف دولة موريتانيا، كما أنه لا يحقق الأهداف التي تذرعت بها السلطات في عملية تسفيره».
ويضم الوفد الحقوقي على الخصوص كلا من البروفيسور جوناثان وهو نجل بطل الحقوق المدنية الشهير جيسي جاكسون والناطق الرسمي باسم «ﺭﻳﻦ ﺑﻮ ﺑﻮﺵ ﻛﻮﻟﻴﺸﻦ»، وﺩﻳﻔﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﻬﻴﺪ من المحكمة العليا (ﺇﻧﺪﻳﺎﻧﺎ)، وﺃﻧﺘﻮﻧﻲ ﻧﻌﻴﻢ ﺳﻴﻤﺒﻜﻴﻨﺰ القيادي في ﻣﻌﻬﺪ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺮﻕ « ﺃﺑﻮﻟﻮﺷﻦ ﺇﻧﺴﺘﻴﺘﻮﺕ»، والدكتورة ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺍﻷﻣﻴﻦ وهي ﺑﺎﺣﺜﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ، وﺳﻤﻴﺚ ﻓوهو ﻨﺎﻥ ﻓﺎﺋﺰ ﺑﺠﺎﺋﺰتي ﻏﺮﺍﻣﻲ ﻭﺃوﺳﻜﺎﺭ، وﻟﻴﻨﺪﺍ ﻟﻮﺭﺍﻧﺲ قيادية في ﻣﻌﻬﺪ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺮﻕ، وﺟﻴﻤﺲ ﻏﻮﻣﻴﺰ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ في «ﺭﻳﻦ ﺑﻮ ﺑﻮﺵ ﻛﻮﻟﻴﺸن».
القدس العربي