يعتبر مركز التخصصات الطبية فى نواذيبو أكبر مثال على فساد قطاع الصحة وغياب أية دراسات أو رؤية أو منهج للنهوض بهذا القطاع المحتضر وذلك للأسباب التالية:
ـ ارتفاع رواتب الأطباء الأجانب من الكوبيين وغيرهم ففى حين يحصل الطبيب العام الموريتاني على أقل من 200000 أوقية شهريا فإن الطبيب العام الأجنبي يتقاضى 1500000 أوقية طبعا بالعملة الصعبة ويتقاضى الأخصائي الأجنبي 3000000 أوقية بالعملة الصعبة بينما لايتجاوز راتب الأخصائي الموريتاني 300000 أوقية شهريا والفني الأجنبي يتقاضى راتبه الشهري 1200000 أوقية شهريا ويتقاضى نظيره الموريتاني 100000 أوقية شهريا
ويستفيد الأجانب من العلاوات التحفيزية والساعات الإضافية أضعاف مايحصل عليه العمال الوطنيون فى القطاع مع تغول الأجانب فهم لا يحولون إلا وفق رغباتهم ويمنحون سكنا لائقا وعلاوات نقل معتبرة وتذاكر سفر أثناء عطلهم وسفرياتهم من وإلى بلدانهم الأصلية وتخلق هذه الوضعية ظلما قائما شاخصا بحق عمال الصحة الموريتانيين يدل على الاحتقار والتهميش الذى تعامله بهم الحكومة عن سبق اصرار وترصد
ـ الأطباء الكوبيون والأجانب فى مستشفى نواذيبو خلقوا وضعا صحيا صعبا لدى السكان هناك فحواجز اللغة والدين والبيئة ونمط الحياة تجعلهم فى واد والمرضى فى واد غير ذى زرع والفتيات والمراهقون المستجلبون للترجمة يمتازون بضعف المستويات ومن المعروف أن ترجمة المرض ونقل معاناة المريض لمن لايفهم لغته مهمة صعبة إذ لاتوفر للطبيب فى حالة ترجمة جيدة أكثر من 49 % من معلومات المريض، أما المشاعر والأحاسيس والكثير من كوامن المرض البدني والنفسي فلا تفيد معها الترجمة إطلاقا
ـ إن حاجز اللغة يدمر مستقبل المستشفى تماما فالنشرات كلها بالإسبانية مثل خلاصات الأشعة وملفات التشخيص وهناك صعوبة بالغة فى التفاهم بين الأطباء ومرضاهم مع عجز المترجمين وكسلهم وانصرافهم أحيانا إلى أمور خارج مهمة الترجمة المنوطة بهم
ـ كل الأدوية التى يصفها الأجانب الكوبيون يأمرون بوضعها فى الثلاجات وكأنهم فى "هافانا" بين مضارب قومهم فهم يجهلون ان نسبة 95 % من السكان فى نواذيبو بلا ثلاجات وال5 بالمائة الباقية لديها ثلاجات لكن غالبا بدون تيار كهربائي اومولدات لتشغيلها
ـ يعتمد المستشفى على التحصيل من المرضى بأية طريقة متاحة وترتكب فيه أخطاء طبية على مدار الساعة لغياب أية علاقة حميمية أوتفاهم بين المريض وطبيبه الأجنبي ولربما كان للترجمة الركيكة غالبا دور مهم فى إرباك الطبيب والمريض عندما يكتشفان أن حلقة الوصل الوحيدة بينهما وهي الترجمة ضعيفة وهشة ومشلولة وعشرات المرضى أخ> منهم المستشفى مبالغ باهظة مقابل عمليات وفحوص يتبين لاحقا أنها غير ضرورية أواختلف عليها الأطباء لكن تلك المبالغ لاتعاد لأصحابها حتى وهم يدلون بكل الوثائق التى تدعم حقهم فى استردادها ماداموا لم يتلقوا خدمات مقابلها.
حبيب الله أحمد