من أنتم أيُّها الجرذانُ؟!
رؤساء و وزراء دول عظيمة يعيشون حياة عادية كما يعيشها أفرادُ شعوبهم: يسكنون في شُققٍ بينهم، و يتسوّقون، و يستقلّون المواصلات العامّة، و يذهبون إلى العمل بالدرّاجات أو مشيًا، حتّى أن رئيس الوزراء البريطاني السّابق ديْفيد كامرون نسيَ حقيبتَه ذات مرّة في الميترو!
و عندنا نحن في قبائلِنا المسمّاة جُزافًا بالأقطار العربيّة، لا يستطيعُ ولّاةُ أمورِنا حتّى أن يتظاهروا بأنّهم يعيشون بيننا وكأنّهم عمرُ بنُ الخطّاب! فمجرّدُ رئيسِ بلديّة لا يتعدّى سكانُها بضعةَ آلافٍ لا تراه الأعينُ إلّا في سيّارة من سيّارات الدّولة الفخمة، يقودُها سائقُه الخاصُّ، و يحرسُه حاميان شخصيّان عن اليمين و الشّمال أو أكثرُ، و تُرافقُه حاشيتُه و مركباتُ البوليس أو الجوندارما أو الجيش في خرجاته الميدانيّة، و لا يتكلّم إلى أفراد الشّعب إلّا من وراء جدُر أو من برجِه العاجيِّ أو من منبره العالي، و لا يستقبل أحدا منهم إلا بعد مواعيدَ رسميّة تحتاجُ إلى مواعيدَ أخرى أو وساطاتٍ، و قد تطول شهورا أو سنواتٍ!!
يا ويلَنا من أصنامِنا في أوطانِنا العربيّة يا ويلَنا!!
فقط أجيبُونا: مَن أنتم أيُّها الجرذانُ؟!
بقلم: عمارة بن صالح عبد المال