"ويَأتيِكَ بِلأخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِدِ" !! ممالاشك فيه أن الشعب الموريتاني أصبح الآن لديه إحساس متزايد بكونه قد خدع -إعلامياًعلى الأقل-من طرف سلطه الثلاث، وربما الرابعة إن كانَ الإعلام سلطة ، وحتى إن كانت فيه سلطة أخرى غير تلك التي تتمتع بها الريئاسة المتوجة والمؤمنة بدستور منحة فصله من إستولى فجر ذات يوم على السلطة واضعاً دستوراً ظل ينفشه كل مازاد وزنه واتسعت رغباته إلى ذلك (التنفيش)أو التمديد والتمطيطِ.
سيدي الرئيس إن حكومة أمر الواقع هذه بقيادة الوزير الأول تشغل الناس هذه الأيام بؤمور لاتقدم ولا تؤخر وليست أولوية بالنسبة للمواطن الموريتاني مثل تغيير علمٍ أونسيدٍ أوغرفة دستورية ، وبدلاً من أستغلال مدّخرات الشعب في هذه الؤمور في آخر فصل صيفٍ قاسٍ على الجميع خصوصاً المنمينْ ، فإنه يجب أن يكون إهتمام هذه الحكومة إن كانت حقاً تبحث عن مشروعية ولو أخلاقية أن تبدأ بمايلي .
أولاً :
إنتخاب جمعية تأسيسية تقوم بإعداد دستور حقيقي غير ممنوحٍ تنتهي صلاحياتها بعد ذلك ولا يمكن لأفراد هذه الجمعية العمل في الحكومة ولا في البرلمان الجديدين ، ومقابل ذلك يجزى لها العطاء، وهذا فعلاً ماحصل في الشقيقة تونس.
ثانياً:
بعد إعداد الدستور الجديد يتم إنتخاب برلمان من غرفة واحدة وحكومة يكون في أولويات هذه الحكومة والبرلمان خلق الظروف الموضوعية لتحقيق إجماع وطني يمكنهما من البناء والتعمير ومكافحة الفساد بجدية وتتبع عروق أرومته داخل أعماق تاريخ الحكومات الموريتانية المتتالية من أول حكومة إلى آخر حكومة بدء بالحكومة الحالية كما يحصل في قضاء فوائتِ الصلاة عند مايتجاوزون الخمس فيبدأ بالأخير منها ، ونحن حكوماتنا قد تجاوزت ذلك العدد بكثير.
فهذا إذن سقف مطالب الشعب اليوم، ولكن إذا تعذر تنفيذ هذه المطالب بسبب ما وربماهو كون هذه الحكومة غير قادرة على مواجهة نفسها بالحقائق الدامغة ، مثل عجز الشيوخ عن ذلك حين كان الأمريتعلق بهم لما عرض عليهم أستفتاء يقضي على وجودهم ضمن البرلمان الوطني وإلى الأبد .
ورغم ذلك العجز الظاهر فإنه يجب عدم السكوت عن هذه الأمور بسبب مرارة إبتلاعها خصوصاً ماكشف عنه من مستورٍ كان مخفياً في مكان سحيق من ذاكرة المخابرات الوطنية والذي كشفه أخيراً إبن غده في تسريباتهِ وكذا التسريبات المضادة مما يجعل المواطن في حيرة من أمره في من يصدق من هذه التسريبات .
إن إبن غده وضع النقاط على الحروف في بعض هذه المسائل مثل القطع الأرضية الثمينة التي منحت على بياض للمعلومة وبعض النواب والشيوخ من مال الغير الذي هو الؤمة ومن طرف من هو مؤتمن عليها أصلاً ، إن ما قدم للمعلومة كان بإمكانه أن يعيلَ )أدباياً) بكامله ويعلم أطفاله ويعالج مرضاه بالإضافة إلى رعاة الإبل والغنم المنتجعينَ في كافة ربوع الوطن .
سيدي الرئيس إن النواب والشيوخ صاروا للأسف كالمنشار الذي يقطع طالعاً ونازلاً وهم بذلك يستولون على مال هذا الشعب وبدون مردودية تذكر سوى تشريع الفساد للحكومات المتعاقبة .
إن النواب يتقاضون مرتبات مجزية ويتعالجون ويتنقلون على حساب الدولة وفِي نفس الوقت الذي كان يجب عليهم فيه أن يتتبعوا عثرات الحكو مة ويحاسبونها عليها فإنهم بدلاً من ذلك يبتزون هاؤلاء الحكام ويغضون الطرف عن جرائمهم مقابل رشاً يدفعونها لهم .
يضاف إلى ماسبق وبسببه فإنه لايمكن المرور مر الكرام على تسريبات إبن غده والمضادة لها والتين تدينا بعض أفراد السلطة والنواب والشيوخ دون تحقيق مستقل نزيه وعاجل يحق الحق ويدين الباطل لليتحمل المذنب فيه وزره إن ثبت عليه.
وفِي الختام فإن هذا مايأمل منكم الشعب ويريد تحقيقه حالياً أو آجلاً (والمتسترُ بالأيام عريان)!!كما يقول المثل الشعبي هذا الشعب الذي بدأ يستيقظ من سباته العميق ويشعر بالغبن والخديعة من طرف سلطه الثلاث للأسف.
ذ/ إسلمو ولد محمد المختار ولد مانا