وزير الثقافة يفتتح فعاليات النسخة 11 من مهرجان الصحراء والمحيط

15. نوفمبر 2025 - 20:49

افتتح معالي وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة، السيد الحسين ولد مدو، رفقة والي إينشيري، السيد إدريس دمبا كوريرا، ليلة البارحة بمدينة بنشاب، فعاليات النسخة الحادية عشرة من مهرجان الصحراء والمحيط، المنظم من طرف جمعية تنمية بنشاب تحت شعار: “الاستخراج المعدني والتأثيرات البيئية، وخصوصا التلوث البلاستيكي”.

ويهدف هذا المهرجان إلى التعريف بالموروث الثقافي للمنطقة، إضافة إلى الإسهام في تنمية مقاطعة بنشاب من خلال دعم المشاريع المحلية والعمل على تثمين الموارد المتاحة.

وتتضمن هذه النسخة عدة أنشطة، من بينها ندوات علمية تعالج القضايا البيئية، ومسابقات رياضية تشمل سباق الإبل، ومنافسات في الكرة الحديدية، وبطولة للرماية التقليدية.

وأكد معالي الوزير، في كلمة بالمناسبة، أهمية مهرجان الصحراء والمحيط، الذي تجاوز بفضل جهود القائمين عليه حدود الاحتفال الموسمي ليصبح منصة سنوية للفعل الثقافي النوعي، بما يقدمه من عروض علمية وفنية ومعارض إنتاجية وتقليدية واهتمام بالتراث الأصيل.

وأضاف أن المهرجان يشكل موعدا سنويا لتلاقي آلاف المشاركين، وفضاء للتبادل والتكامل واستلهام التجارب المفيدة، موجها الشكر لرئيسة المهرجان ولكل من ساهم في إنجاحه.

وأشار إلى أن اختيار عنوان هذه النسخة: “الاستغلال المنجمي والتأثيرات البيئية وخاصة التلوث البلاستيكي في المحيط”، يعكس الوعي بضرورة الانتباه للوضع البيئي وعدم إهمال قضايا الطبيعة، مؤكداً أنه آن الأوان لأن توضع هذه القضايا في مقدمة الاهتمام الوطني.

ولفت إلى أن المحيطات التي كانت رمزا للنقاء عبر التاريخ أصبحت اليوم هاجسا مقلقا للبشرية، كما أن الصحراء التي ظلت تمنح الهدوء والامتداد لم تعد بمنأى عن التحولات، مبرزا أن قطاع المعادن، رغم كونه قطاعا استراتيجيا ومحركا للتنمية، يفرض تحسين إدارة موارده ضمانا لأن تظل ثرواتنا الباطنية رافدا للنهضة لا عبئا على البيئة، وأن يتم البحث دائما عن التوازن بين تطوير الاقتصاد وحماية الطبيعة.

وأوضح أن فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، جعل من حماية البيئة أحد محاور رؤيته للتنمية المستدامة، إدراكا منه أن مستقبل الأمم لا يبنى فقط على مؤشرات النمو، بل على القدرة على التوازن بين التنمية وجودة الحياة.

وأكد أن شعار هذه النسخة يمثل نداء للضمير الوطني ودعوة لكتابة فصل جديد في علاقة الإنسان ببيئته، مؤكدا أن الثقافة هي الجسر الذي تمر من خلاله القيم الرفيعة، وهي الأداة الأمثل لترسيخ السلوك البيئي المسؤول، لأن الفن قادر على التعبير عما تعجز عنه الأرقام، والأدب قادر على الوصول إلى القلب قبل العقل.

بدوره، أوضح عمدة بلدية بنشاب، السيد محمد عبد الله ولد محمدو، أهمية هذا المهرجان في التعريف بالموروث الثقافي وتعزيز التنمية المحلية، مؤكدا اصطفاف سكان المدينة خلف برنامج فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.

واستعرض ما تحقق من إنجازات على مستوى الولاية ومقاطعة بنشاب على وجه الخصوص، مشيرا إلى البرامج والتدخلات التي نفذتها البلدية لمواكبة برنامج فخامة رئيس الجمهورية، والتي شملت ترميم المدارس والمراكز الصحية وتوفير السكن المجاني للطواقم التربوية، إضافة إلى تنفيذ مشاريع زراعية ستعود بالنفع على السكان من خلال توفير فرص عمل وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجالي الخضروات والأعلاف.

وثمن النداء المتعلق بتشجيع السياحة الداخلية الذي أطلقه فخامة رئيس الجمهورية، والذي أعاد الاعتبار للمناطق الداخلية، وأنعش الحركة الاقتصادية فيها، وشجع الأطر والفاعلين على العودة إلى مناطقهم الأصلية، مما حقق قيمة مضافة مقارنة بما كانت تستهلكه الأسر في السياحة الخارجية.

من جهتها، أكدت رئيسة المهرجان، رئيسة جمعية تنمية بنشاب والقرى المماثلة، السيدة آمنة بنت عبد العزيز ولد أحمد المكي، أن المهرجان يدخل هذه السنة عقده الثاني بعد سنوات من النجاح والتميز، مبرزة أن العناية التي يوليها فخامة رئيس الجمهورية لمثل هذه المهرجانات وللثقافة عموما شكلت حافزا للاستمرار رغم الصعوبات والعراقيل.

وأشادت بدور وزارة الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان في مواكبة وتأطير المهرجان، مثمنة جهود الشركات الداعمة والسلطات المحلية والمنتخبين.

وأجمع المتدخلون من منتخبين وممثلي الشركات العاملة في مجال التعدين على أهمية المهرجان ودوره في تنمية المقاطعة، مؤكدين أنه لولا العناية التي يوليها فخامة رئيس الجمهورية للثقافة وللعاملين فيها لما تواصلت نسخ المهرجان.

واستعرضوا المقدرات التنموية لولاية إينشيري وما تزخر به من معادن، إضافة إلى قدراتها الزراعية الكبيرة، مشددين على ضرورة المحافظة على البيئة واستغلال الثروات بشكل متوازن.

جرى حفل الافتتاح بحضور مستشار الوالي المكلف بالشؤون الاقتصادية والتنمية المحلية، وحاكم مقاطعة بنشاب، ورئيس مركز امحيجرات الإداري، والمنتخبين، وعدد من أطر وزارة الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، وقادة الأجهزة الأمنية في الولاية، وجمع غفير من المهتمين بالمجال الثقافي.
و.م.ا

إعلانات