انقلاب الثموديين الجدد الصامت

25. أكتوبر 2025 - 13:50

انقلاب الثموديين الجدد الصامت
في الحظات التي تسبق الانهيار الكبير، غالباً ما تلجأ الأنظمة الفاسدة إلى طقوس التدمير الذاتي. وما نشهده اليوم في موريتانيا ليس مجرد صراع سياسي، بل هو مسرح دموي لآكلي لحوم البشر، وناهبي ثروات البلد عشرين سنة خلت حيث تنهش فصائل النظام بعضها البعض في معركة يائسة للبقاء على حطام سفينة تغرق.
إن ما بات يعرف بملف محكمةالحسابات، هو اعتراف و شهادة رسمية من داخل قمرة القيادة بأن النظام بدأ يأكل نفسه. هذه ليست علامة على وجود حياة سياسية، بل هي أعراض التحلل الأخيرة. وواجهة مشهد مروع من التدمير الذاتي، وانقلاب صامت من الثموديين الجدد
أتي بمثابة إطلاق صافرة البداية لحرب أهلية في قمة الهرم. فالهجوم العنيف الذي شنته بعض المنصات الإعلامية واستهداف قيادات الجيش المتقاعد وبعض رجال الأعمال ، والسياسيين لم يكن مجرد صدفه ، بل كان عقاباً علنياً واعلانا أن التصعيد وصل إلى مستويات غير مسبوقة من الجنون و مرحلة التصفية النهائية.
ان ملاحقة بعض المفسدين من أثرياء النظام الذين وظفوا مناصبهم وسلطاتهم لنهب المال العام وموارد البلاد هي إعلان من جناح الثموديين الجدد برئاسة الوزير الأول المختار ولد انجاي، بسيطرتهم الكاملة علي تركة النظام و علي من سيخلف محمدولدالشيخ الغزواني .
وما نشهده من تغييرات في داخل قيادات المؤسسات العسكرية ليس وليد الصدف بل هو نتيجة تخطيط محكم و ترتيب للأوراق وأخذ المواقع والاستعداد الكامل لمرحلة ما بعد غزواني بعد أن سقطت كل العقبات.
كان جناح ولد احويرثي العائق الأكبر و هو التحالف السياسي الأقوى والذي كان يضم القيادات العسكرية والأمنية المسيطرة علي كافة المؤسسات العسكرية والأمنية بالإضافة الي رئيس البرلمان ولد مكت وقطب المال والأعمال بوعماتو وكان التخلص منهم يتطلب التغيير في المنظومة بأكملها
فتحرك زعيم الثموديين و ديناصور الفساد المختار ولد انجاي واقنع الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بضرورة احالة كافة جنرالات الجيش الي التقاعد هم وكافة الشخصيات التي يري في بقائها ما يعكر صفو مخططه بحركة اسخباراتية محكمة
مطبقا بذالك على زمام الأمور في القصر الرمادي. و ظهوره كرجل النظام القوي الذي يخاف علي الرئيس من زملائه في المؤسسةالعسكري و الرجل الذي كسر شوكة المعارضة واقتنص رموزها من أحمد داداه وولد مولود وصالح وتواصل إلى حضن الموالاة الناعمة،بدل المعارضة
لم يغب علي داهيه العصر وزعيم الثموديين الجدد حاجته الماسة لسيطرة علي الإعلام بشكل عام ولإن الإعلام الحر في موريتانيا مستباح ويتقدمه كل من هب ودب لم يكن عصيا علي خبير شراء الولاءات و الذمم السيطرة عليه فاختار من المنصات اخبثها ومن المواقع العمومي اسخفها وافضلها في تسريب الملفات.
ليتفرق لتصفية الإعلام العمومي والسيطرة عليه وكانت إذاعة موريتانيا ممثلة في مديرها العام آنذاك حجرة العثرة التي تعكر صفو مخططه بسبب ارتباط الرجل مباشرة بالرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ولم يكن عصيا علي المختار ولد انجاي الذي استطاع ان يزيح اعتي قيادات الجيش أن يقنع الرئيس بعدم التمديد لرجل الذي قاد نقلتا نوعية في الإعلام المسموع والمرئي وقد مكنته تلك الخطوة من السيطرة الكاملة علي كافة المؤسسات الإعلامية بعد الجيش.

ليبدأ بعد ذالك بمكر ودهاء في تغيير معظم مدراء مؤسسات الدولة والامناء العامون بصمت مطبق ووضع شخصيات موالية له بعد أن حافظ علي جميع اعضاء جناحه وعلي رأسهم منت خطري التي تحوم حولها عشرات إشارات الاستفهام والتي حولت مفوضة الأمن الغذائي الي مملكة خصوصية لخدمة جناح الثموديين الجدد و لم يكتفي المختار ولد انجاي بذالك بل عمد الي سحب صلاحيات كافة للجان الصفقات العمومية واستخدامها في مشروعه لاحتواء الجميع من خلال منح كافة الصفقات العمومية للمقربين منه او من يريد شراء ولائهم وذممهم مباشرة ودون مناقصات
كان مشروع عصرنة انواكشوط بمثابة عصا موسي التي منحت لزعيم الثموديين الجدد 50 مليار يهبها تحت عناوين مشروع العصرنة لتقوية جناحه
حتى غزواني نفسه جعله يسير وفق مزاجه ليصبح رجل المرحلة الحالية ،الباسط لنفوذه في دهاليز الوزارات والمسيطر علي كافة المؤسسات و الوزارات والإعلام والجيش والمشاريع ويبدء تصفية آخر معاقل معارضيه عن طريق محكمة الحسابات التي أصبحت ادات بيده لتصفية معارضيه
نعم سيطر الثموديين الجدد برئاسة اخطبوط الفساد المختار ولد انجاي واصبحت موريتانيا ٠٠هي دولة الثموديين الجدد ، العاقرين لناقة الخير٠٠ الذين لا يرحمون ٠٠ولا يحبون أن تتنزل الرحمة على عباد الله المستضعفين
وويل يومئذ للمكذبين
بهذه الجولة ، اكتملت فصول مخططات مهندس فساد العشرية ورئيس حكومة الانتهازيين وأصبح الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني يدار حسب هواهم
أما الشعب، فيراقب من العتمة، يُمنّى برئاسة لا تُحرك، ومؤسسات لا تُقرر.
لكن تلك الأجسام السياسية الواهية، التي رُكّبت على عجل بخيوط الولاء والرشوة، لن تصمد طويلًا. ستسقط، وبقوة، على رؤوس مديريها الفاسدين، ومشتري الأصوات، وصانعي الصفقات، عاجلًا غير آجل، تحت غضب شعب مقهور ومستباح ماله مقدرات منذوا الاستقلال بواسطة عصابات فيروسية مافيووية ساقطة
إنها لحظة ستأتي، مهما تأخرت،
فلا شرعية تدوم إن لم تكن من الناس،
ولا سلطة تصمد إن قامت على اختلاس .
{إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ}.
بقلم شيخنا سيد محمد

إعلانات