بسم الله الرحمن الرحيم
أهالي دار البركة الكرام،
أقف اليوم على أعتاب الرحيل، والقلب مثقل بالذكريات، واللسان عاجز عن أن يفيكم حقّ الشكر والثناء.
كم من صباحٍ أشرقت فيه هذه المدينة عليّ بابتسامتها، وكم من ليلةٍ أويتُ فيها إلى راحة القلب مطمئنًا لأنني بين أهلٍ كرامٍ وأحبابٍ أوفياء.
لقد علّمتني الأيام بينكم أن الأمن لا يُصنع وحده، بل تُشيّده قلوب متكاتفة وأيدٍ متعاونة، وكنتم أنتم في كل موقف برهانًا على أن أهل هذه المنطقة أهل وفاءٍ ونخوة، لا يعرفون إلا الخير، ولا يزرعون إلا المحبة.
أغادركم اليوم مُحولًا إلى مهمة جديدة، لكنني أغادركم وجفون عيني تحمل صوركم، وذاكرتي تفيض بمواقفكم، وقلبي ممتلئ بدعواتي لكم: أن يحفظكم الله من كل سوء، وأن يظللكم بالأمن والطمأنينة، وأن يكتب لمنطقتكم مزيدًا من العز والرفعة والازدهار.
إن وداعكم ليس نهاية، بل هو عهدٌ يبقى بيننا: عهد المحبة والدعاء والوفاء. فسلامٌ على هذه الأرض الطيبة، وسلامٌ على وجوهكم النيرة، وسلامٌ على كل يدٍ مدت لي العون والدعم.
أخوكم دائمًا،
مفوض الشرطة
الشيخ عبد الله
