
أشرف الأمين العام الدكتور المختار ولد حنده، في نواكشوط، على افتتاح أعمال دورة إقليمية على المستوى الوزاري مخصصة لاعتماد برنامج العمل الاستراتيجي لنظام المياه الجوفية (إيلومدن - تاودني / تنزروفت).
ويُعد هذا الاجتماع، الذي يُعقد للمرة الثامنة بعد اجتماعي باماكو عام 2009 وأبوجا عام 2014 اللذين أُطلق من خلالهما مسار إنشاء آلية للتشاور، خطوة حاسمة لاعتماد برنامج العمل الاستراتيجي على المستوى الوزاري، وذلك تماشيا مع توصيات منظمة البيئة العالمية. ومن شأن اعتماد هذا البرنامج أن يمكن بلدان المنطقة من الانتقال إلى المرحلة الثانية من المشروع، وتوسيع نطاق الحلول التي تم اختبارها في المواقع التجريبية، لتشمل مناطق أخرى تعاني من التحديات نفسها، من خلال توجيه الحلول التقنية إليها.
ويهدف هذا اللقاء، الذي تشارك فيه وفود حكومية من بوركينا فاسو وبنين ومالي والنيجر ونيجيريا، إلى اعتماد خطة العمل الاستراتيجية للمياه العابرة للحدود، من خلال تبنّي التقرير المتعلق بـ”برنامج العمل الاستراتيجي الرامي إلى تعزيز الإدارة المتكاملة للموارد المائية، وتحسين الحوكمة والإدارة في حوض نهر النيجر ونظام المياه الجوفية (إيلومدن - تاودني - تنزروفت)”.
كما يشكل هذا الاجتماع فرصة لاستعراض التقدم المحرز منذ عام 2019 على مستوى المشروع، وتحديد أولويات المرحلة المقبلة، تمهيدا للموافقة على برنامج العمل الاستراتيجي، وضمان مواءمته مع أهداف التنمية، لاسيما الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالمياه والصرف الصحي.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد الأمين العام للوزارة، أن موريتانيا أطلقت سلسلة من الإصلاحات الجوهرية التي تهدف إلى تمكين قطاع المياه من أداء دوره المحوري في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز رفاه المواطنين. وأشار إلى أن الإدارة المتكاملة والمشتركة للموارد المائية تمثل ركيزة أساسية في الرؤية الوطنية للتنمية، إلى جانب تعزيز التعاون الإقليمي من أجل إدارة مستدامة ومنصفة لهذا المورد الحيوي.
وأوضح أن هذا المؤتمر يسعى إلى اعتماد برنامج العمل الاستراتيجي، والتوقيع على بروتوكول اتفاق وخارطة طريق لتفعيل آلية التشاور، بالإضافة إلى استعراض الحلول الفنية والإدارية التي تم تطويرها ضمن المشاريع النموذجية التجريبية بهدف تعميمها وتكرارها، والإعداد للمرحلة المقبلة من المشروع. كما أبرز أن النقاشات والمداولات التي ستُجرى خلال هذه الدورة تكتسي أهمية استراتيجية في سبيل تحقيق الأهداف الطموحة لهذا البرنامج.
من جانبه، قال الدكتور نبيل بن خطرة، الأمين التنفيذي لمرصد الصحراء والساحل، إن مشروع (NB-ITAS) يُعد مبادرة استراتيجية ذات بُعد إقليمي، ويستجيب للاحتياجات الملحة لسكان حوض النيجر ونظام المياه الجوفية (إيلومدن - تاودني - تنزروفت).
وأوضح أن هذه المبادرة تأتي في إطار طموح أوسع يهدف إلى تعزيز الإدارة المتكاملة والمستدامة للموارد المائية، في ظل التحديات المتزايدة المرتبطة بتغير المناخ، والطلب المتزايد على المياه، والضغط المتصاعد على النظم البيئية.