
في كل يوم ، في الفترة الأخيرة بصفة خاصة ، تتكرر الإساءات الكبيرة و البذيئة في حق بلدنا ، في هجمة شرسة من الداخل و الخارج على السواء . و لا نسمع أي رد عليها من أي جهة ، كأن الوطن لا يعنينا في شيء !؟
و حين ينتقد أي كاتب موظفا باستحياء و بأدلة دامغة ، تقوم الدنيا و لا تقعد و يظهر من كل فج طابور من المدافعين عنه ، في هبة "وطنية" القرابة و النفاق و الأكاذيب و حتى العمالة . و تمتلئ الساحة بالمدافعين عن سمعته و خبرته و وطنيته المضحكة المبكية ، في حملة نفاق تكشف نفسها بتعابيرها الساقطة و مبرراتها المخجلة ، كأن الموظف العمومي ملكا لهم أو كأن مصالحهم المرتبطة بفساده تعطيهم حق الرد على كل من ينتقد أداءه !!؟
لقد أصبحت هذه الظاهرة الخطيرة ، المخجلة ، المتخلفة ، تستوجب دعوة الجميع لمواجهتها و هي ظاهرة تستفحل مع انتشار الفساد ، يدرك الجميع أسبابها..
لقد أصبح كل مسؤول "كبير" يحيط نفسه بكتيبة من المأجورين الساقطين ، تراهم في حالة استنفار مسعورة ، عند توجيه أي كلمة إليه ..
الموظف العمومي ، ليس من قبيلة و لا عشيرة و لا جهة و احتماؤه في عصابة من الأقارب و المقربين ، غير مقبول على الإطلاق .
على رئاسة الجمهورية أن تتخذ إجراءات عاجلة و رادعة ضد هذه الظاهرة التي تُحوِّل كل ممارسيها إلى عصابات ترهيب فكري تشعل نيران الساحة السياسية و تحول النظام إلى أضحوكة بسخافاة و بذاءة المدافعين عن أباطيلهم .