وزير الثقافة:عودة عملية التنقيب إلى منطقة آزوكي هي تصالح مع المتطلبات التاريخية

26. يناير 2025 - 11:28

قال وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة، السيد الحسين ولد مدو، ان عودة عملية التنقيب إلى منطقة آزوكي تصالح مع المتطلبات التاريخية ضمن الاختصاصات الخاصة بقطاع الثقافة تجسيدا لرؤية فخامة رئيس الجمهورية، مستطردا حديثه :” لن ينحصر الأمر على منطقة آزوكي، وإنما سيطال باقي مواقعنا التراثية والأثرية، بما فيها منطقة كمبي صالح ومكسم بوبكر بن عامر، وجميع المظان التراثية التي ارتبطت بتاريخنا في تصالح مع التاريخ ووفاء للتضحيات التي قدمها كل هؤلاء من أجل التمكين لبلدنا ولحضارتنا ولقيمنا بكل ما تحمله من ثراء وتنوع”.

واضاف خلال اشرافه امس على الانطلاقة الرسمية لأعمال التنقيب الأثري، بموقع آزوكي فب بلدية عين أهل الطايع بمقاطعة أطار ان
هذه العملية تأتي تجسيدا لاهتمام فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، بتراثنا وبذاتيتنا الثقافية من خلال تفعيل كل الأنشطة الهادفة إلى ترقية هذا التراث في مختلف مستوياته.

وتهدف هذه العملية، التي تشرف عليها وزارة الثقافة ممثلة في المعهد الموريتاني للبحث والتكوين في مجال التراث والثقافة، بالتعاون مع جامعة نواكشوط، والمركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي، لاستكشاف آثار مدينة أزوكي عاصمة دولة المرابطين.

وأضاف أنه تم خلال السنة الماضية تصنيف المحظرة الموريتانية ضمن التراث الانساني من طرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وتصنيف ملحمة (صمب كالاديو) كتراث إنساني، زيادة على تصنيف عشرات المواقع من تراثنا المادي واللامادي من طرف منظمة العالم الإسلامي للتربية والثقافة والعلوم (الاسيسكو).

وبين معالي الوزير أن انعقاد النسخة الثالثة عشر من مهرجان مدائن التراث بمدينة شنقيط بما شهده من ترفيع للمكونة العلمية والبحثية وحضور دولي لكل المؤسسات المهتمة بالتراث كان أكبر دليل على تجسيد وتعاطي وتجاوب مختلف المؤسسات المهتمة بالتراث مع تطلعات الموريتانيين نحو ترقية ذاتيتهم الثقافية وترقية تراثهم ونفض الغبار عنه وتسويقه واحلاله المكانة التي يستحقها.

وقال :”نحن الآن في موقع تاريخي أثري، وفي منطقة حكمت العالم من غينيا إلى حدود فرنسا لمدة عشرة قرون مضت، وهو أمر غير مسبوق بكل ما يحمله من رمزية التساكن والتعايش، وكذلك الاشعاع الثقافي والاقتصادي والاجتماعي وقيم التبادل والتواصل، خصوصا في جانبها العلمي والصوفي في هذه المنطقة”.

وأضاف معالي الوزير “هناك نماذج من دولة المرابطين التي حكمت كل هذا الفضاء الكبير، ومن واجبنا عليها، كما من واجب الإنسانية جمعا، أن تعمد إلى تجميع ذرات هذا التراث المتناثر في مختلف تجلياته، سيما ونحن نعيش فيها الآن”.

وقال :” نحن في لحظة تاريخية ستعيد تصالحنا مع متطلبات التنقيب الأثري بعد انقطاع دام نصف قرن، ولذلك نعيد الآن عملية الاكتشاف من جديد، بما فيها من خصوصية، أي أنها لن تكون فقط لفترة زمنية محدودة لاعتبارات معينة، وإنما هي بشراكة كبيرة بين وزارة الثقافة ممثلة في المعهد الموريتاني للبحث العلمي والثقافة والتراث والمعهد الفرنسي للبحث العلمي وجامعة نواكشوط، بما يضمن استدامة العمل وجديته ووجاهته”.

وأكد أن الاستدامة تعني أننا أمام مرحلة يتواصل فيها البحث على امتداد ثمان سنوات أو أكثر، مشيرا إلى أن الأمر لا يقتصر على عملية استكشاف الآثار التاريخية لهذه المدينة، وإنما كذلك تحويلها إلى ورشة تدريسية تضمن تخريج المزيد من الشباب المتخصصين في مجال الآثار.

تابعونا