بسم الله الرحمن الرحيم
السادة الأمناء العامين
أصحاب السعادة السفراء
السيدات والسادة المدعوين الكرام.
يشرفني أن نكون معا في هذا الحدث الاستثنائي في شكله وفي نوعه وفي نوعيته، ضمن مشروع الديبلوماسية الثقافية، الذي يهدف لإعادة الألق لموروثنا الحضاري العظيم. إن هذه الديبلوماسية القائمة على إعادة موريتانيا لموقعها الريادي، الذي تبوأته بوصفها منارة ثقافية ومركزا حضاريا ونموذجا لتخريج وتصدير العلم والعلماء والقادة إلى جميع أنحاء العالم. موريتانيا التي عرفت بتميز علمائها.
إن هذا المشروع يأتي ضمن الطموحات الكبيرة التي عبر عنها فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني الديبلوماسية الثقافية، والذي يسعى من بين أهداف كبرى لجمع واستعادة وصيانة وحفظ وتثمين تراثنا الثقافي، المادي واللامادي.
وهو ما تسعى حكومة الوزير الأول السيد المختار ولد اجاي، لتجسيده عبر برنامجها الذي نال ثقة البرلمان، والذي ركز على الثقافة باعتبارها ركيزة أساسية لتثمين رأس المال البشري.
ونعمل في قطاع الثقافة على جمع وصيانة وتثمين تراثنا سواء ما هو موجود في الداخل، عبر الأبحاث الأثرية خصوصا في كومبي صالح، أوداغست، وآزوكي وغيرها، أو عبر جمع ذرات هذا التراث المتناثر في العالم.
وفي هذا الإطار نعمل على استعادة مكتبة الشيخ محمد محمود ولد اتلاميد، كما نسعى إلى صون وتثمين كلما يتعلق بتاريخنا، سواء ما أنتجه موريتانيون أو ما كتبه الآخرون عن موريتانيا.
حضورنا الكريم
نلتقى اليوم لعرض لوحة تعود لأزيد من قرنين وتجسد جانبا من حياة المجتمع الموريتاني في بدايات القرن التاسع عشر، هذا القرن الذي عرف تطورا في الإنتاج العلمي والأدبي ببلادنا، وشهد كذلك تحولات سياسية واجتماعية كبرى.
إن هذا الحدث، يهدف لعرض وتعريف الموريتانيين بلوحة فنية توثق مشهدا من تاريخ الأمير أعمر ولد المختار ، ونقاشه مع عالم الطبيعة الألماني آدولف كومر، للصراعات الدولية في ذلك الوقت وتأثيرها على العالم، واستخدام الموريتانيين لعلم الخرائط، رغم محدودية الوسائل وصعوبة الظروف، إضافة لاطلاعهم على الأحداث وتحليلهم لنتائجها وترتيبهم على ذلك ما ينبغي أن يترتب عليه من مواقف، كل ذلك ألهم الفنان العالمي تيودور جيركو، فقدم هذه اللوحة هدية للعالم كومر.
ونجتمع اليوم لنطلع معا على ثمرة ثمرات من التعاون بين القطاع العام، والباحثين المستقلين ورجال الأعمال المتذوقين للفن والمؤمنين برسالته النبيلة.
وبهذه المناسبة أتوجه بالشكر للباحث الدكتور سيد أحمد ولد أمير الذي تشكل أعماله نموذجا يحتذى في مجال البحث العلمي المتخصص في تراثنا الثقافي من خلال كتابات وأبحاث المستكشفين والمهتمين بمنطقتنا.
كما أشكر رجل الأعمال ميلود ولد لكحل الذي قاده شغفه بالفن وحبه لموريتانيا، إلى اقتناء هذه اللوحة، وعرضها للجمهور هنا في نواكشوط.
السيدات والسادة الكرام،
أدعوكم لاستكشاف جزء مهم من تاريخنا عبر هذه اللوحة، وأتمنى أن تكون هذه المناسبة فرصة لمعرفة المزيد من المعلومات عن نمط وأسلوب الحياة في تلك الحقبة.
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله.