- في نهايه العام أليفن وثلاثه وعن طريق صديقي وأخي احمد ول اباه إلتحقت بطاقم تحرير صحفية الأخبار التابعة لصحراء ميديا وأذكر اني انجزت تحقيقا عن الهجرة والتهريب وفتشيرز تحت عنوان " ساندويش بلحم الكلاب" يتناول قصة عثور الشرطه على صاحب مطعم يبيع لحم الكلاب في مدينةR في العاصمة نواكشوط
وأذكر ذلك الصباح نواكشوطي وأنا " نتلتح " مرهق بعد رحلة طويلة من بوحديدة إلي مقر الصحفية قرب " اوتيل عزيزه " بعد مرتون شاق من البحث عن وسيلة نقل توصلني لمقر الصحفية
حين دخلت وقال لي الصديق والزميل بشير ببانه ان المدير عبد الله محمدي في المكتب وكان يسأل عنك
أصبت بحاله من الإندهاش والفضول حول طبيعة وسبب سؤاله عني لم يكن بيننا معرفة سابقة ولم اكن قد شاهدت إلا عن بعد أو عن طريق التلفاز
لقد كان بالنسبة ذالك الإعلامي الدولي صاحب العلاقات المتشعبة الذي طالما وددت أن اكون مثله وأنا أتتبع مساره الصحفي والمهني في العديد من وسائل الإعلام وشبكات صناعة وانتاح الخبر
لم يمضي وقت حتي طلب مني الصعود الي مكتب عبد الله محمدي
إجتزت السلالم بسرعة نحو مكتبه وفتحت الباب فوقف عبدالله محمدي واتجه نحوي وصافحني بحرارة
وقال شاهدت التحقيق الذي أنجزته أعجبني اسلوبك وطريقتك الحديثة في تحرير الخبر والدقة في المصادر
أنا أبحث دوما عن ابناء وطني من الصحافة الجيدة وصحراء ميديا مدرسة الجميع أتمنى أن تكون جاهز صباح الغد من أجل عمل ( بايلوت ) يكون بداية مسيرتك في الإعلام المرئي
نحن نلتقي للمرة الأولي لكن أنا أثق فيك ولدي حاسة إكتشاف الصحفي الجيد
واخرج من جيبه ورقة مائة دولار ووضعها في جيبي دون أن يسمح لي بالتفكير برفضها أو أخذها وكأنه يريد أن يرفع عني الحرج حين لم احرك ساكن إتجاهه وهو يمد يده نحوي ثم قال لاتتحرج من هذا المبلغ فهو جزء بسيط من حقك في التشجيع نظير عملك
وبعد نصائح وإرشادات خرجت من عنده وأنا اتحسس العملة الصعبة للمرة الأولي في حياتي اتفحص الدولار الذي سمعت عنه وكنت اضعه في خانة الكبريت الأحمر الذي يقال إنه يذكر ولايري
كان صديقي بشير ببانه في القاعة لحظة خروجي وقد أخبرته بقصة المائة دولار وأني لااعرف كيف اتصرف معها ولاكيف اصرفها فقال لاعليك اعرف صاحب دكان تبديل عملات يمكن أن نذهب إليه وسيعطينا المقابل ب الأوقية وهو ماحصل بالفعل وأعتقد أن البديلة كانت ضعيفة حينها بسبب قوة الأوقية أمام الدولار والله أعلم
أسرد هذه التفاصيل وذكريات الأمس بعد ان وصلني اليوم خبر بداية الإستعداد الفعلي لقناة يشرف عليها الإعلامي عبد الله محمدي وصانع جيل إعلامي أنا أحد أفراده
قناة أكاد أجزم أنها ستشكل الفارق في المشهد الإعلامي الموريتاني وسنكون للمرة الأولي أمام وسيلة إعلام موريتانية تشبه مانراه ونشاهده في الإعلام الدولي
فمن يشرف على هذه القناة هو رجل لايزال مسكون بشغف المهنة وصناعة الإعلام رغم كل ماواجهه من تحدي في مسيرة الألف ميل من محاولات صناعة الصحافة المهنية
الكاتب الصحفي : محمد امين خطاري