ما زالت قناعتي راسخة بأن 80٪ من مشاكل بلدنا السياسية و الثقافية و الاجتماعية و الإدارية ، تعود كلها لوجود هذا "الإعلام" الجاهل ، المخجل ، التافه ، المرتشي ، العاجز عن لعب أي دور إيجابي في مسيرة البلد.
لا يمكن لإعلام متخلف إلى هذا الحد أن يساهم في في نهوض المجتمع ..
لا يمكن لإعلام يحترم نفسه و مجتمعه أن ينهض في مناخ موبوء إلى هذا الحد ..
لقد مكنت الإجراءات التي فرضت الحد الأدنى لنسبة المشاركة ، في تقليص عدد الأحزاب من حدود 150 إلى حوالي 25 , بينما ساهم تقرير و مقترحات لجنة إصلاح الصحافة في تضاعف أعداد الصحف و المواقع و القنوات و المدونات و المنصات و تسهيل دخول الحقل من ألف باب ؛ لأننا نسينا أن أكثر شخصيات نفس اللجنة هم من كُلفوا في زمن معاوية بتخم ساحة الإعلام و تتفيه مهمته و انحراف مساره .
و يتساءل الكثيرون الآن ، لماذا يكون الإعلام الرسمي صاحب الإمكانيات الضخمة ، على هذا المستوى من الركاكة !!؟
و الجواب يتطلب شيئا من الفطنة ، لا من الأحكام الجاهزة .!
- لأنه بكل بساطة ، لم يجد خصما يصارعه في الساحة ..
- لأن الساحة عقيمة ، لم تنجب مهارات إعلامية ..
- لأن الساحة تضع كل العراقيل أمام أصحاب المواهب في المجال رغم اكتساح أبناء البلد لوسائل الإعلام الأجنبية بتفوق و تألق و بأعلى درجات الحرفية و المهنية !
# كل "الإعلام الحر" يروج اليوم (بقصد أو بغير قصد) لخطاب بيرام العنصري ..
# كل الإعلام الفرنكفوني اليوم ، منصات مجانية للترويج لخطاب افلام العنصري (بتحرش منظم) ، كأن جزيرة فرنسية مستقلة بل معادية تعيش وسط بلدنا ..!؟
# كل الصحف و المواقع و القنوات "الحرة " اليوم ، تعلن (بتحد صارخ) ، فتح كل صفحاتها و مساحاتها لكل من يدفع و بقدر ما يدفع ، بلا قيد و لا شرط .!؟
- لم يخلق الإعلام الموريتاني شخصية سياسية واحدة ..
- لم يُسقط الإعلام الموريتاني قط ، شخصية فاسدة واحدة ..
- لم يردع ظالما ..
- لم ينصف مظلوما ..
- لم يهزم قط ظاهرة دخيلة ، تماما كما لو كانت مهمته المقدسة تهيئة المجتمع للتطبيع مع كل شذوذ .!
*و سيكون علي هنا أن أنبه بأعلى درجات الصراخ* على أن النظام (بوعي أو بغير وعي) ، هو المسؤول الأول عن فساد الإعلام ..
هو المشجع الأول لفساد الإعلام ..
هو السبب الأول في هذه الفوضى العارمة التي حولت الإعلام على أرضنا إلى مهنة من لا مهنة له