قبل قيادته لرابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، كان رئيسها مشغولا بمهمة أكثر تحديا وهي: إنقاذ عاصمة البلاد
إنه الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، الذي شغل قبل عامين، منصب حاكم العاصمة جاكرتا التي بدت وكأنها تغرق من الطبيعة والنمو والازدحام.
فمنذ استقلال إندونيسيا عام 1945 توسعت جاكرتا من أقل من مليون شخص إلى ما يقرب من 30 مليونا، وظلت تنمو حتى باتت ناطحات سحاب بُنيت من ثروات الأخشاب وزيت النخيل والغاز الطبيعي والذهب والنحاس والقصدير.
لكن العاصمة كانت تنمو مع حركة المرور والتلوث، والأهم من ذلك كله كانت تغرق، حيث كان السكان يستنزفون مستنقعات المياه الجوفية.
فيما امتدت مياه البحر المرتفعة إلى شواطئها، حيث إن ٤٠٪ من العاصمة الإندونيسية الآن تقع تحت مستوى سطح البحر.
وأمام هذا الخطر، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها، أن المسؤولين في إندونيسيا يفكرون في خطة أخرى تقوم على تشييد عاصمة أخرى من أجل تخفيف الضغط عن جاكرتا.
في تقريرها، تقول الصحيفة الأمريكية إن جوكو نشأ في حي فقير على ضفاف النهر، دون روابط عائلية أو خلفية عسكرية تدفعه إلى السلطة، فيما استمد الرجل قوته السياسية من علاقته مع الإندونيسيين العاديين.
في جاكرتا اعتاد الرئيس على استطلاع آراء الأحياء الفقيرة حول احتياجاتهم التي تمثلت في هواء نقي، والتخلص من مياه غالبا ما تغمر منازلهم، ومعالجة حركة المرور المزدحمة.
لذلك شمّر جوكو عن ساعديه وارتدى حذاءه الرياضي وشرع في محاولة إصلاح المدينة، فرفع الجدران البحرية وقام بتحسين وسائل النقل العام، وتحدث لاحقا عن بناء كوكبة من الجزر الاصطناعية لكسر المياه التي تضرب جاكرتا.
لكن شغفه بالبناء يبدو أنه لم يسعف المدينة من مستوى البحر، فانتقل إلى حل مختلف، عاصمة جديدة بمواصفات معينة.
وهو ما أشارت إليه "نيويورك تايمز"، قائلة إن رئيس إندونيسيا يفكر في التخلي عن العاصمة جاكرتا الواقعة في جزيرة جاوة، وبناء واحدة جديدة في جزيرة بورنيو، ثالث أكبر جزيرة في العالم، ومن المقرر أن تسمى العاصمة الجديدة نوسانتارا، وتعني "أرخبيل"
ووفق المصدر نفسه، يعتزم الرئيس جوكو افتتاح العاصمة الجديدة العام المقبل، قبل انتهاء ولايته الثانية كرئيس للبلاد.
عاصمةٌ جديدة يعد الرئيس جوكو ويدودو أن تكون نموذجا للتحديث البيئي، و"محايدة كربونيا" في غضون بضعة عقود