من المؤسف وغير المقبول أن تظل بلادنا- التي تتوفر على ثروات اقتصادية هائلة (معدنية، سمكية واراضي زراعية خصبة)، وإمكانات وافرة لاستصلاحها)- مهددة في أمنها الغذائي،
كلما وقعت مناوشات عسكرية على حدودها.
لقد كانت ازمة الكركرات الأخيرة فضيحة كبيرة بالنسبة لدولة تحتفل بالذكرى الواحدة والستون لاستقلالها الوطني. فضيحة كبيرة تلك الأزمة التي ضربت مختلف مناطق الوطن، عندما انقرضت الخضروات المستوردة من المغرب في الاسواق المحلية، في الوقت الذي يشكوا مزارعونا في الضفة مشكلة التسويق لمنتجاتهم .
فبالنسبة لهؤلاء المزارعين المشكلة ليست في عدم وجود الإنتاج الكافي من الخضروات، بل المشكل يتمثل في إهمال السلعة المحلية. يتمثل هذا الإهمال في إن المواطنين يفضلون السلعة المستوردة، والدولة لاتقدم الدعم الكافي من معدات وإرشادات وتوجيهات للمزارعين، مما أصاب مزارعينا بالإحباط.
إن وضعنا الغذائي يتطلب وضع استراتيجية زراعية تسهر على تطوير و تشجيع مواردنا الغذائية ومزارعينا من خلال إجراءات صارمة لحظر استيراد المواد الغذائية المتوفرة محليا، ودعم المزارعين بالمستلزمات الضرورية التي تساعدهم في تحقيق أهدافهم التنموية لتعزيز الاكتفاء الذاتي للبلد.، أدوات ومعدات الحفظ والتصنيع، لحفظ وتصنيع الخضروات، هذه المادة المتوفرة في حقولنا بشكل كبير. إن استمرار انتشار كوفيد ومتحوراته المختلفة ينذر بصعوبات اقتصادية وغذائية كبيرة للدول الفقيرة، خصوصا فيما يتعلق بالأمن الغذائي، مما يطلب من دولتنا ان ان تستبق الوضع الكاريثي المنتظر، باتخاذ الاحتياطيات اللازمة لمواجهة التحديات.
إن تحقيق الاكتفاء الذاتي يشكل ركيزة أساسية للاسقلال الحقيقي ، إذ "لا حرية او استقلال لشعب يعيش من وراء حدوده.