يقولون إن الجمل الأنف لا يقاد بالحكمة، وأن الجمل الأعور لا يأكل بالسوية ما يريد هضمه ليعيش، وهذه حال كل من جمع فأكدى، ومن يدهن له، ومن بطر الكبر ألاَّ يدرك العقلاء أن
موريتاتيا أمانة، وأن هذه الأمانة ليست
صكا يعطى، ولا تعزية لمن بخطاب الجاهلية يتعزى، ومن بالرشاوى وأنواع الفساد والولغ في أعراض الناس 11 سنة ظل يكفهر، ويسب، ويتلظى؛ ليس في قانون تدبير شؤون الدول دبلوماسية الجنائز، لأن الموت فناءٌ والحياة لأولي الألباب معانٍ ومبانٍ.
ليس غريباً أن يقومَ أي مسلم بواجب العزاء لأخيه المسلم، فهي حق من الحقوق الستة التي تمنح للبر والفاجر، وكذلك الصلاة على المسلم واتباع الجنائز حتى توارى الثرى، وذلك حق لجميع المسلمين على جميع بني جلدتهم؛ فلماذا لا يرى الجمل الأعور إلا ناحية الورق اليابس من الشجرة؟ ولماذا يستغل البعض لضعف ذاكرته أو لضعف إرادته جنازة امرأة مسنة من المسلمين لأغراض غسيل الأموال وغربان الجثث.
مات الرؤساء الذين فصدهم عزيز وأهان كرامتهم وتأفف x ولد y التيس المستعار (عزيز) عن اعتذار تعزية لهم؛ وعندما منح فرصة لم الجراح نكأها بلسانه كما سامها صفعا بيده وركلا برجليه، في مشهد لا يحترم خلق المسلم ولا كرامة الأسير المظلوم؛ وحتى في أحكام الجنائز لا يزال ذهاب ولد الطائع إلى جنازة الملك فهد لغزا من ألغاز هواة الجنائز في مخيلة عزيز.
و وفاة الرئيس السابق المرحوم اعل محمد فال والنشوة التي أصابت عزيز عند موته محيرة، كما أن حرمان ابن عمه محمد ولد بوعماتو رغم يده البيضاء عليه وعلى ابنته وابنه أمرًا بالغ الأثر في أن من لا يرحم غترته لا يُؤمَن غدره وغرره.
مسكين هو الكلب الأجرب لا يروم إلا من يخنقه خنقا، ويضربه ضربا، ويربطه بالحائط ربطا، وتلك حال بعض الوافدين وشيم بعض اللاهثين لهوث من ورد على عزيز هذه الأيام، الذين طالما نعتهم بأخبث الأسماء وباع ترددهم بأبخس الأثمان، فقيه كالحمير يحمل أسفارا قدم من الـFBI يجر إزاره، ومطرود من القصر أو مجروح عدالة، أو كاتب يستعير الأسماء ويستنسخ الأشعار لم يبق ولد إلا عوى فيه، ولا نائحة إلا نحنح لها كالكلب إن تحمل عليه يلهث وإن تتركه يلهث، إن أجلسته على الكرسي أساء، وإن سار على قارعة الطريق أساء، وإن خطب أساء، وإن جلس القرفصاء خنس وخمش.
لا يقاس التبر والحبر بالمكاء والصفير والتصدية، ثلاثة عشر سنة من لطم الحدود وشق الجيوب، وسب القبائل والأواصر، وسجن ونفي المعارضين، وأكل الأعراض ومهاجمة الجهات والأعراق، ومطاردة أصحاب الرأي ورجال الأعمال، وسجن الأبرياء والتنكيل بالضباط والرؤساء والعلماء وأهل القرءان وبالشيوخ والصبيان ( حركة 25 فبراير) والحقوقيين والأحزاب؛ ثلاثة عشر سنة فقدت الدولة هيبتها وأصبحت "دولة الدكان" فلا وزير يملك من الصلاحيات القطمير، ولا واليا أو قاضيا أو موظفا يمكن أن يقدم للمواطن الجليل أو الحقير؛ شلة من الحمر المستنفرة وجوق من أكلة المال العام، وأغيلمة من الحجاجين والدمار، أتت على الأخضر تكنزه وعلى اليابسة تنحت منها بيوتا، و تزرع فيها شبكات المتاجرين بالسلاح والكوكايين وأنواع الجريمة المنظمة والمسيرة، لا ترعى في أجيال أمم من الهداة والدعاة إلا ولا ذمة، ولا رحما ولا ملة.
أي فساد يتحدث عنه المفسدون خلال سنتين من مأمورية أخلاق الكيسين وعمل المخلصين لوطن الأخيار الشناقطة الأبرار؟!
بدأت الصورة النمطية لعش الفساد ورفاق السوء تتكشف رأسا وذنبا ، وليس في حساب بناء النهوض، أن تكون سنوات عجاف تأكل من سنوات سمان إلا قضما سبعا لا وترا.. اسألوا بني اسرائيل، إن كنتم منهم!
قارون جرجر في 40 سنة، وخمر يثرب كسرت جراره في سنتين، و فساد الأخلاق الذي عشعش 13سنة جرف في ستة أشهر؛ وهاهو يتكشف في أقل من حولين. لم يعد نهش الأعراض وبيع الأوطان و تسويق نفي الكل بكله وكلكبه، وبيع أصول ورساميل ورخص وعقارات الدولة وظيفة (الرئيس التاجر)، قيدت حركته، وأمر عليه قاض لا يرشى و ووضع تحت مراقبة عين لا تخاف شماله ولا تخشى يمينه.
عادت عقول أهل السياسة إلى التداول في الشأن العام، بعد سنوات من التدابر والتراشق والسير في المجهول، فأصبح المعارض آمنا في سربه، والموالي متواضعا في مشيه؛ أعيدت للبرلمان مسؤولياته الدستورية والتشريعية والرقابية، وشُيِّد مقره الذي جرف بالجرافات، وسيم خسفا بكل ألوان الصلف؛ استعاد المجلس الدستوري مكانته ومقره وبدأ اختفاء عهود من سمسرة المقرات العمومية بيعا وكراءً؛ لم تعد صفقات البناء والصيد والمعادن وبيع الأراضي العمومية وتشييد الطرق والبنى التحتية صفقات تراض وتجارة سماسرة (الرئيس التاجر وأعشاشه وبطولاته).
لم يعد الدين تجارة أفيون يضرب ويتاجر به، كسدت بضاعة بيع السلفيين والإخوان وأهل النصرة والأحباب والدعاة والغلاة والبغاة والأسرى وسماسرة "كوميسيوهات"الهيروين.
كرس عهد تعهدات شعبنا برامج الإنماء وخدمة المستضعفين وأصحاب الحقوق، فلم يعد الضمان الصحي حكرا على النخبة، توسع ليشمل 100 ألف أسرة وفئات من الناس لا ضرع لديها يحلب ولا ظهر بحوزتها يركب.
الكهربا والماء الذينِ كان الرئيس لا يسددهما، والمرتب الوظيفي الذي كان لا ينفق منه، ويحرمه على جيل الخريجين من الجامعات والمعاهد، أصبح الثلاثة ملكا مشاعا للمواطن والشباب اللذين مسهم القرح سنوات العشرية الدهماء.
هي ذي معارضة الخارج وجماهير الداخل لا تتمارى في انبلاج الصبح، وعودة الروح إلى الجسد؛ لكن والحق يقال قطارات التغيير يجب أن تكون في مسارات عديدة وبجهد الكل، هذا وطن الجميع، وجدت الإدارة، و فتحت الطريق..
مزارع الأشواك عديدة تمت زراعتها على امتداد سنوات، واليد التي تبت لا تزال تزرع ألغامها لغما لغما.. وبالكيس تتبع شبرا شبرا بنفس التغيير وتدبير العقلاء، فما هزم الباطل بالصياح ولا انتصر الحق بالنواح. مهلا فالباطل كذوب وزهوق، وزهور الحق تنمو بين الأشواك.
قدر الأمم العظيمة أن فراعنتها وكثير منهم فاسقون يبنون الكذب والإفك صروح عمار أخلاقها يأتون، يضعون الأسس ويبنون قواعد البيت بسلام وبتؤدة لا يدركه إلا العقلاء، وأهل الروية؛ ذلك هو الميسم ولعله الفارق بين Xوy.
محمد عبد الرحمن احميده