نظم مكتب رابطة العالم الإسلامي في موريتانيا، اليوم الثلاثاء بالعاصمة نواكشوط، ندوة علمية حول دور وثيقة مكة المكرمة في ترسيخ الاعتدال والإخاء والوسطية.
وقال مدير التوجيه الإسلامي وكالة محمد الأمين ولد الشيخ أحمد في كلمة له بالمناسبة، إن وثيقة مكة المكرمة صدرت عن ما يقارب 1200 عالم من كل أنحاء العالم، مشيرا إلى أن بنود الوثيقة تحض على الوسطية والاعتدال والتعايش السلمي والحضاري تجسيدا لوثيقة المدينة التي كانت دستورا لهذه الأمة بداية نشأة الدولة الإسلامية آنذاك.
وأوضح أن النبي عليه افضل الصلاة والسلام "جسد الوسطية منهجا في حياته ونبذ الغلو والتطرف".
من جهته أكد الأمين العام لهيئة علماء موريتانيا الشيخ ولد صالح أن الوثيقة صدرت بمكة، منبها إلى أن مكة من العالم الإسلامي" كالرأس من البدن لا حياة بدونه".
وأضاف أن الوثيقة ضمت 29 بندا تؤسس دور للتعايش بين البشرية وإن اختلفت في الديانة وكأنها تدعو لنبذ العنف والتطرف والغلو وأسست على المرجعية الفكرية والعلمية واحترام الخصوصية.
أما مستشار الشؤون الإعلامية والعلمية لمكتب الرابطة بموريتانيا الدكتور أحمدو محمد الحافظ النحوي فقال إن اللقاء يتناول قيم الاعتدال والإخاء في وثيقة مكة، وهي مستمدة من وثيقة المدينة التي اقتبست منها اليوم حقوق الإنسان.
وقال الدكتور أحمد النحوي أن الرابطة بقيادة الدكتور محمد العيسى وبرعاية كريمة من قيادة المملكة العربية السعودية استطاعت أن تجمع علماء الأمة في صعيد واحد رغم اختلافاتهم الفقهية والمذهبية
كما اعتبر أن موريتانيا تعتبر نموذجا في محاربة الغلو والتطرف، مؤكدا على سعي الرابطة لمتابعة قضايا الأمة والاهتمام بها والدفاع عنها
وأصدر المشاركون في الندوة توصيات، طالبوا فيها بوضع حل جذري لكل قضايا المظلومين في العالم وعلى رأسها “قضية فلسطين، ومسلمي الروهينكا، والوقوف ضد انتهاك المسلمين في الهند”.
ودعوا إلى اعتماد وثيقة مكة في المناهج الدراسية والأكاديمية في الجامعات الإسلامية والعربية.
كما طالب المشاركون في توصياتهم “الإعلاميين الابتعاد عن “إثارة الفتن والنعرات التاريخية والحروب ونشر قيم السلام والاعتدال”.
وتضمنت التوصيات “مواجهة الفكر المشتدد وحاجة الشباب الإسلامي إلى خطاب فكري معتدل يواكب تطلاعته ويجيب على تساؤولاته”.
ودعا المشاركون الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي إلى اعتماد وثيقة مكة كوثيقة إنسانية مرجعية جامعة.
كما دعو إلى فتح فرع من معرض السيرة النبوية في موريتانيا وتعميم تجربته الفريدة
واقترح المشاركون في التوصيات إلى عقد مؤتمر تحت رعاية رابطة العالم الإسلامي يجمع علماء أفريقيا من أجل تدارس السبل الكفيلة ل”إصلاح ذات البين وحقن الدماء في الأماكن الملتهبة”.
وشددوا على ضرورة اعتماد السيرة النبوية “كمادة أساسية في مختلف المستويات الجامعية والدراسية في البلدات الإسلامية”.
واقترح المشاركون منح وساما سنويا لأحد الشخصيات التي ساهمت في نشر قيم الوسطية والاعتدال والإخاء.