وسط ارتياح كبير للنجاح الذي حققته نسخة المهرجان هذا العام بمد جسور التواصل مع شعراء العربية في دول جنوب الصحراء اختتمت مساء امس الخميس فعاليات الدورة السادسة من "مهرجان نواكشوط للشعر العربي"، وذلك بمقر بيت الشعر – نواكشوط، وسط ارتياح كبير للنجاح الذي حققته هذه النسخة من المهرجان والتي مدت جسور التواصل مع شعراء العربية في بلدان الجنوب.
وشارك في المهرجان، الذي افتتح الثلاثاء الماضي بقصر المؤتمرات في العاصمة نواكشوط، واستمرت فعالياته 3 أيام (23-24-25 فبراير الجاري)، أكثر من 14 شاعرا و6 محاضرين، وشهد معرضا لإصدارات الشارقة، وعروضا موسيقية، ونشر دواوين شعر موريتانية جديدة.
ومن بين المشاركين في المهرجان شعراء من دول جنوب الصحراء.
وفي حفل الاختتام، خاطب البروفيسور د. عبد الله السيد مدير بيت الشعر – نواكشوط، الحضور قائلا "أريد في ختام هذا المهرجان أن أقدم سبع باقات مكللة بالشكر والعرفان والامتنان..
الأولى إلى دائرة الثقافة في حكومة الشارقة على الدعم السخي الذي تقدمه لبيت الشعر ولمهرجان نواكشوط للشعر العربي، والباقة الثانية لشركائنا في موريتانيا وزارة الثقافة والصناعة والتقليدية والعلاقات مع البرلمان وجهة نواكشوط، وباقة الشكر الثالثة لضيوف بيت الشعر القادمين من السينغال ومالي الشقيقتين والصديقتين على وجودهم الجميل بيننا وعلى قبولهم دعوتنا لمشاركتنا ظل بيت الشعر المديد. والباقة الرابعة للشعراء الذين هم مبرر وجود بيت الشعر ولولاهم لما كان هذا المهرجان. والخامسة أقدمها لرجال ونساء الإعلام، للصحافة الوطنية والدولية التي واكبتنا منذ ما قبل الافتتاح وحتى الآن، وللإعلاميين الذي أشرفوا على تقديم فعاليات المهرجان".
أما الباقة السادسة، يضيف ولد السيد، "فأقدمها لكل جنود الخفاء، للفريق الذي اشتغل معي، وواصل ليله بنهاره كي نقدم لكم هذا الحدث بتلك الحلة.. شكرا للفريق، لأعضاء كل اللجان، للمتطوعين.... شكرا خالصا لوجه الشعر، والباقة السابعة أقدمها مع عظيم الامتنان لكم أنتم جمهور الشعر، أصدقاء بيت الشعر فوجودكم الدائم يشكل مصدر فخر لنا ويمنحنا طاقة لا تفنى لمواصلة العطاء".
هذا، وأشاد ضيوف المهرجان وعشرات الشخصيات الثقافية بالنجاح الذي حققته نسخة المهرجان هذا العام بمدها جسور التواصل مع شعراء العربية في دول جنوب الصحراء.
وكانت الأمسية الشعرية الختامية للمهرجان، والتي قدمتها الإعلامية لالة بنت المد، قد شهدت مشاركة ثلاثة شعراء من موريتانيا ومالي.
وبدأت الأمسية بالشاعر القاضي ولد محمد عينين الذي قرأ قصائده "ذات العطايا"، و"وشم على الأيام"، و"ظمأ" التي يقول مطلعها:
ظَمَـأُ الفُـؤَادِ إِذَا ارْعَــوَى
يَشْكُوا إِلَيْكَ صَدَى النَّوَى
لِلْحُــبِّ أَلْـفُ رِوَايَـــــةٍ
وَالصِّـدْقُ أَنْبَـلُ مُحْتَــوَى
أَشَتَــاقُ وَجْهَـكَ سَيِّــدِي
ظَمَئِي اسْتَبَدَّ وَمَـا ارْتَـوَى.
بعد ذلك، استمع الحضور إلى ضيف المهرجان الشاعر المالي عبد المنعم حسن، الذي قرأ قصائده: "الغاوون.."، و"مشيئة الظل.."، و"الفيلسوف "، التي يقول مطلعها:
خلّياه يَبُحْ بأسرار ذاتِهْ
ويُوَقِّعْ على هوى أغنياتِهْ..!
لم يزل باديَ الوقار.. كَتُوماً
هدْأةُ الصمت بعثرت ذكرياتِهْ
المعاني في دربه موحشاتٌ
هدَّها الغيبُ في لظى غمراتِهْ!
بدوره، قرأ الشاعر مولاي اعل الحسن قصائده: "فِي مَهَبّ المُوسِيقَى!"، و"ليْلٌ يفلِتُ من فخّ الكلمات!"، و"إشْــــرَاقْ"، التي يقول مطلعها:
طَــــــــافَتْ خيالاً...فَمَسّ القلْبَ إشْرَاقُ
أكــلّــمَـا قلْتُ: لَـنْ أشـتَـاقَ...أشـتَـاقُ؟!
أكــلّــمَـا.. عَنّتِ الأحْـــلاَمُ فِي سَـحَـــــرٍ
تنازَعَ الـنَّـفْـــــسَ...تـذْكَـــــارٌ وإطرَاقُ.
بعد ذلك وزع البروفيسور د. عبد الله السيد مدير بيت الشعر – نواكشوط شهادات التقدير على المشاركين في الأمسية الختامية.
وكانت الجلسة الصباحية لليوم الثالث من المهرجان قد شهدت مشاركة خمسة أساتذة في ندوة "الشعرية ونقد الشعر العربي".