ما إن تمّ استدعاء السفير المُقال إسلكو ولد إزيد بيه استدعاءه إلى القصر الرئاسي يوم 20 اكتوبر الماضي، حتى بدأ صدى الأخبار الواردة من مقر شرطة الجرائم الاقتصادية يتقلّص شيئاً فشيئاً، لدرجة أنه لم يعد أستدعاء "الضيف الثقيل" على المحقيقين مادة دسمة تملأ بها صفات مواقع التواصل الإجتماعي ويثار حولها الجدل من وقت لآخر، بل إن الرئيس السابق أستدعيّ بعد لقاء إسلكو بالرئيس الحالي مرتين فقط!
ومع أن لقاء الرئيس بالسفير المُقال تمّ التسويق له بعناية وأعتبرته بعض الأوساط بداية لمصالحة بين المُحمدين، إلا أن أولى ثماره كان عزوفُ ولد إزيد بيه عن التدوين لحد التزامِ الصّمت والإنزواء عن الأضواء بعد أشهر من النقد اللاّذع لنظام غزواني وسعيه لإدخال البلد في أزمة خانقة من خلال تبنيه لتقرير اللجنة البرلمانية الذي أعدّ أصلاً لتصفية الحسابات مع الرئيس السابق ومحيطه العائلي، حسب قوله. لكن ما يستبعده كثيرون هو نجاح ولد إزيد بيه في أن يكون وسيطاً بين الرجلين، وهو ما فشلت فيه شخصيات وازنة، رغم أن جميع المؤشرات ترجح فرضية تلك الوساطة!
فمنذ حراك ولد إزيد بيه توقفت حملات التخوين ونقض العهد وحتى التصريحات النارية التي تصدر من انصار ولد عبد العزيز، وأختفت بالمقابل مطالب داعمي غزواني بالتخلّص من أعوان عزيز المتواجدين في هرم الدولة، بل زاد ولد الغزواني الطين بِلة وهو يعيدُ تدوير بعض المشمولين في ملف فساد العشرية ما يفسّر حالة من العودة إلى الوراء، أو الشروع في لململة الأوراق على الأصح.
قبل أيام رفع الحظر عن الحزب السياسي الذي تبناه الرئيس السابق الذي يضم في قياداته الجديدة الوزير إسلكو، وبعض مقربيه، ورغم الزوبعة و الشحن الذي صاحب قرار حظره، إلّا أن إعادة فتحه لم تأخذ أي زخم إعلامي وهو ما يطرح أكثر من تسائل، حول تراجع حماس ولد عبد العزيز في العودة الى الحياة السياسية والذي كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير في علاقة الرفيقين، واستعداده للمواجهة حتى آخر لحظة.
لم يتضح لحد الساعة فحوى اللقاء المطوّل بين غزواني وولد إزيد بيه، لكن الوقائع تؤكد بأنه دار حول ولد عبد العزيز دون سواه، غير أن توقف السفير إسلكو عن التدوين ووضعه على الصّامت يشي بوجود انسحاب تكتيكي، مقابل التصنيف في خانة العودة إلى الصواب وعدم المجازفة مستقبلاً في متاهات لا تحمد عقباها..!
_____________________
سيدي محمد ولد صمب باي