على غرار مفاجأة الفنان عادل إمام في فيلم "بخيت وعديلة - الجردل والكنكة" الذي ترشح ضمن سياق أحداثه للانتخابات البرلمانية أملا في الحصول على شقة للزوجية وحقق فوزا هائلا على جميع منافسية الأثرياء، شهدت انتخابات مجلس النواب المصري الأخيرة فوز عامل بسيط بعضوية البرلمان عن دائرة كوم حمادة بمحافظة البحيرة شمال العاصمة المصرية.
فوز العامل البسيط جاء بعد أن التف حوله الأهالي وقاموا بدعمه حتى حقق مفاجأة أذهلت الجميع، وفتحت باب التساؤلات حول النقلة التي ستشهدها حياته بعد حصوله على المزايا البرلمانية.
مرشح الغلابة.. حلم تحقق
قبل نحو عامين لم يدر في ذهن الشاب الجامعي أحمد حلمي الشيشيني (31 عاما) والذي يعمل عاملا زراعيا في ملعب خماسي في قرية النجيلة بمركز كوم حمادة، أن يتردد اسمه خارج نطاق قريته، فإذا به يصبح اليوم حديث الساعة، بعد أن أعلنت اللجنة المشرفة على الانتخابات البرلمانية المصرية فوزه بأعلى الأصوات في دائرته في مفاجأة أذهلت الجميع. ويكمن السر في التفاف الناس حوله ودعمه بكل ما يملكون؛ لأنهم رأوا فيه بساطتهم وحياتهم وظروفهم المعيشية دون عجرفة أو تصنع كما يفعل المرشحون الأثرياء الذين لا يعرفون ناخبيهم إلا قبيل الانتخابات.
يقول المهندس ياسر السقا أحد أبرز داعمي "مرشح الغلابة"، لـ"سكاي نيوز عربية": "كان حلمًا جميلا التف حواله الآلاف من أهالي قرية النجيلة ومركز كوم حمادة".
ويوضح: "توسمنا فيه روح الشباب والمثابرة والطموح، فهو شاب جامعي مكافح، لم يستسلم للبطالة رغم حصوله على مؤهل جامعي، ولم يخجل من أن يعمل في مهن بسيطة ليعول أسرته، فإلى جانب عمله في ملعب خماسي، يعمل أيضا على توك توك ليكفي أسرته احتياجاتها البسيطة".
وتابع السقا مسيرة الحلم الجميل لنائب الغلابة: "حينما علمت برغبته في الترشح لم نسخر منه كما فعل البعض، لكنني وكثير من أهالي القرية تكاتفنا على دعمه، وجمع مبلغ التأمين للترشح، وحرصنا على أن نتولى كل مهام الدعاية الانتخابية نيابة عنه.. كان كل مواطن في النجيلة وكوم حمادة يتحدث عنه كما لو كان يتحدث عن نفسه.. الجميع رأوا فيه حلمهم، وتكاتفوا على صد قوة المال السياسي، حتى تحققت المعجزة!"