..الصابرون....
إضــــــــــــــــــاءة
منذ أزيد من عام والمجتمع يراقب وينتظر حل مشاكله المتفاقمة والمزمنة ، البعض يحلل أسباب وموانع
الحل ودوافعه والبعض يالحظ عقباته، و الكل يطالب بإزالة تلك الموانع وتذليل الصعوبات لتخفيف وطأة البؤس
والعوز عن كثير من المواطنين الذين غلب عليهم الصبر وتجملوا بالمسامحة و ال عذار..
كانت الفترة الماضية شديدة الوطأة على جيش من المعدمين ومنهم على شاكلتهم ممن ال يجدون قوت اليوم إن
لم يعملوا باألمس بالرغم من تولي بعض المحسنين في كثير من األحيان توفير المياه لهم خاصة من يقطنون
في أحزمة نواكشوط الشرقية والشرقية الجنوبية والشمالية، فقد انتظر الجميع قيام الدولة بااللتفات إليهم في
معاشهم اليومي بشكل مباشر بتوفير قدر من المساعدة المادية للعجزة وأصحاب العاقة منهم، أو بصفة غير
مباشرة لل بقية سواء بخفض تسعرة الوقود عن سائقي التاكسي و "تكتك" رحمة بهم وبعائالتهم، وعليه خفض
سعر األجرة والكهرباء عن الجميع حتى تعم الفائدة لبقية الضعفاء، و بتوسعة التغطية الصحية لتشمل من ال
راتب شهريا له وال مهنة ينتمي إ ليها وفي كثير من األحيان ال منزل من االسمنت ولو كان غير مسلح يؤويه..
بعد ستين عاما من المشاريع واالستراتجيات، والخطط االستعجالية، والبرامج االجتماعية ال تزال أعداد هائلة
من المواطنين
ش تصعب على العد،
ت د األحزمة وتكتفي باألمل وتكثر من الدعاء، تترقب وتراقب وتئن في
فق للتخفيف من بؤسها في حين لم تجاوز تلك المليارات مسامعها؛
عد وتن
صمت وتتألم بت بسم، تسمع بالم ليا ارت ت
حيث يصعب عليها تحصيل قوت يومها، وتوفير يسير عالجها و جليله، كأنهم عابروا سبيل في طريق قل
محسنوه..
بعد محاوالت سا بقة لتناول جوانب مختلفة من الشأن العام ارتأيت أن الخلل فيها كبير، وأن التنبيه عليه ومعالجته
ستخفف من واقع
ولد فيه كثير من شعبنا وتربى وربى فيه أبناءه بال مساعدة اجتماعية مؤثرة، وال ضمانة
فة ، وال رعاية تعليمية صارمة، ودون أن يكون هناك أفق فعلي لتجاوز ما نعيشه وبناء إنسان سوي
ف
صحية مخ
يجد في وطنه ضروري ما يحتاجه، نجد أنفسنا اآلن أمام وضعية تحتاج لتأمل وإعادة نظر في المنحدر الذي
نسير فيه بسرعة ونحن مطأطئي الرؤوس، فزخات مطر قليلة أتت على سراب البنية التحية، ومليارات المساعدات
االجتماعية لم يجد منه
ا معوز ما يعيله شهرا واحدا، ووضعية الصحة والتعليم مزرية بشهادة من يقدمها ومن
تقدم له..، وكل هذا نتيجة لتراكم األخطاء وسوء التسيير والتدبير وعدم فاعلية الجهاز الحكومي وترهله..
وفي ظل وضعية يجمع الطيف السياسي في البلد أو يكاد على أنها مختلفة، وأن بوادر اال نفراج بدأت، وأن
الي
سر يكاد أن يصل بعد طول عسر، فإني أود أن أكتب من خالل " الصابرون" عن ثالث فئات من مجتمعنا
علها تحظى باهتمام رأس الدولة، وذلك لوضعها االقتصادي الصعب ول يجابيتها في التعاطي مع الواقع الذي
تعيشه، و هي:
- العمال اليدويون
- العمال غير الدائمون
- المنقبون عن الذهب
هؤالء الذين صبر وا على الحرمان وقلة ذات اليد، وأعذر وا من تولوا تيسير شؤون بلدهم في ضعف حصيلة ما
أنجز، وشجعوا كل دعوة -ولو كانت غير صادقة- للبناء والتنمية والصالح، ووافقوا على كل طلب للصفح
والتجاوز، واتكلوا على هللا وحده وانتشر وا في األرض يبتغون من فضله، دون نصير وال كفيل من حكوماتهم
المتعاقبة بل وال حتى تركوا في حال سبيلهم..
؛ إذ لم يؤمنوا صحيا وال اجتماعيا ولم تخفف عنهم تسعرة الكهرباء
وال الماء -إال ما كان من شهري 4-5 موضعي التنازع - وال أعفوا من المكوس والضرائب...
وسأحاول إن شاء هللا تناول كل فئة في مقال منفرد حتى تتضح الصورة أكثر ويتبين الواقع الذي تعيشه كل حفت
مجموعة على حدة والتحديات التي تواجهها " باْليتن يى هَّللاسده"، فتنفععن نر م مو رج كل الهموم...
د.سالم فال ابحيدة