مع خيوط الفجر الاولى يخرج السالك ..حاملا بضعة أكياسٍ فارغة على عربة حمير اشترتها له امه منذ قرر ترك مقاعد الدراسة متجهًا نحو احياء عرفات ليبدأ يوماً شاقاً في السعي وراء الرزق وقوت العيش.
يتجول السالك بين احياء تعود التنقل بينها يبحث عن زبون يرغب في حمل الاوساخ ليبحث فيها عمَّا يُمكن أن ينفعه، بين تلك النفايات من علبٌ فارغة من البلاستيك، قضبان حديدية، زجاجات مياهٍ مستهلكة، أو حتى أجهزة كهربائية بالية وقطع أخشاب مهترئة، فيُعبئها في الأكياس وينقلها بعد ذلك بعربته التي يجرها حمار متهالك القوى إلى حيثُ يمكنُ أن تُباع،
يقول السالك انه بات يعيل اسرته من هذا العمل بشكل يومي حيث يجني دخلا يغطي حاجياته و أشقائه الأربعة ووالديه في بيت يفتقر لأدنى مقومات الحياة داخل حي سكني بمقاطعة عرفات
باتت هذه المهنة مصدر رزق لعشرات الاسر الموريتانية حيث يعيلها اطفالها بعرباتهم. التي تنقل الاوساخ من امام المنازل السكنية الى مكبات الاوساخ رغم مخاطرها الصحية الجمة
تقول ربة منزل تحدثت لنا وعلامات الحيرة والغضب بادية على وجهها : لم يتغير شيء على الرغم من مضي عشرات السنين وتعاقب المسؤولين...هنا تتكدس الفضلات وتوضع القمامة تحت التراب وتبقى أياماً عدة على قارعة الطريق. لا عمال نظافة يدخلون أزقتنا وما من حاويات على مقربة من التجمعات السكانية. لذلك، نلجأ إلى هذا المكب العشوائي، وعلينا تحمل النفايات والأمراض الناتجة عنها ومن ثم ياتي دور اصحاب العربات لنقلها مقابل مائة لكل كيس