موريتانيا الحدث / انواكشوط
في يوم وليلة أصبحت عاطلا بلا عمل...هكذا بدأ "تيري" وهو ميكانكي يملك خبرة طويلة- حديثه لـ موريتانيا الحدث مشيرا إلى أن الظروف المعيشية أصبحت أسوأ بعد فرض حظر التجول ودعوة المواطنين الى البقاء في بيوتهم رغم اشادته الكبيرة بتلك الاجراءات ومساهمتعا في حصر الوباء ومنعه من الانتشار كما حدث في دول الجوار
يتحدث تيري بكثير من الحسرة عن يومياته حيث قال إنه اعتاظ ان يحضر الى مكان عملي باكرا فمنه ينتزع قوته اليومية وعائلته وعماله فلا مصدر رزق اخر له سواه اما اليوم فقد انقلبت الامور راسا على عقب هذ هو حالنا الجلوس وشرب الشاي ولا زائر يزورنا انها تقلبات الزمن المخيفة يضيف تيري
يجلس تيري الى جانب زميله في العمل سعيد يراقبان حركة الشارع لعل زبونا يطرق باب مرآبهم الذي كان في السابق يعج بالسيارات هذا يريد مكانيا وذاك يريد فني كهرباء واخر يريد من يعالج هيكل سيارته الخارجي كما يتقن سعيد اليوم لقد تغير الامر كثيرا وفرضت الاجراءات الاحترازية بقاء الكثير من الناس في منازلهم واصبحنا شبه عاطلين عن العمل
الهدوء يخيم على ورشة تيري وزميله سعيد لاسيارة تلوح في الافق ولا مخرج من الازمة التي فرضتها اجراءات الحكومة الاحترازية ينتظران فرجا ربما ياتي به الله عاجلا فمصدر زرقهما قد توقف او يكاد ولايملكون حرفة اخرى يمكنها ان تشكل بديلا لمهنتم الاولى على الاقل في هذه الظرفية الاستثنائية
حال تيري وزميله سعيد لايختلف كثيرا عن حال معظم اصحاب الورشات في مناطق العاصمة انواكشوط ومدن البلاد الداخلية فقد تراجع دخلهم جميعا بينما اضطر بعضهم لاغلاق ورشته وتسريح عماله الى اشعار جديد
يتطلع تيري الى غد مشرق ويامل ان تلتفت الحكومة الى اصحاب المهن الخاصة الذين لايملكون راتبا شهريا ولا مهنا بديلة يستعيضون بها في هذه الظرفية خاصة انهم يعيلون اسرا كبيرة
يقول تيري انهم في منطقة لم تدخلها فرق التسجيل التابعة للحكومة التي ركزت على احياء شعبية وتركت منهم في دور يدفعون ايجارها شهريا وتوقفت انشطتهم ظنا منها انهم في غنى عن المساعدات غير ان الواقع يثبت عكس ذالك فهم اليوم احوج الناس الى المساعدات ..
يمضى تيري يومه جالسا تحت خباء يقيه حر الشمس يتعاطى كؤوس الشاي مع صديقه سعيد على نيران هادئة هدوء ورشتهم والشارع العام هذه الايام ينتظرون زبونا قد لايلوح في الافق القريب ومستقبلا غائما حتى الساعة متمسكين بخيط امل ويقين قوي بان الفرج ات وان بعد العسر يسرا