في موريتانيا لم يعد الستول في الشوارع ضرورة تفرضها ظروف معيشية صعبة بل اصبح وسيلة للكسب ومصدرا لرزق الاف الاسر الموريتانية ومنهة حرة لاتتطلب راس مال مما جعل اعداد المتسولين رجالا ونساء واطفالا في تزايد كبير في بلد يعتبرـ 31 بالمائة، من مجموع سكانه فقراء وفق بعض الاحصاييات ، أي ما يعادل 1.1 مليون فقير موريتاني
اليوم ومع تفشي وباء كورونا تتزايد المخاوف من المخاطر التي تهدد المتسولين وامكانية تحولهم إلى حاضنة للمرض الناجم عن فيروس كورونا، ظرا لطبيعة الحياة التي يعيشونها والمخاطر التي قد تنجم عند انتشار الفيروس في أوساطهم.
لا يكترث غالبية المتسولين واطفال الشوارع لما قد يلحق بهم في هذه الفترة ، فالأهم عندهم هو الحصول على ما يكفي لشراء ما يسدون به رمقهم ورمق اسرهم يتحركون
من دون أي وقاية ككمامات او قفازات ويلمسون كل سيارة ويقفون عند مداخل المحلات التحارية وملتقيات الطرق ويقتربون جيدا من كل شخص توقف عندها في مشهد ينذر بكارثة لاقدر الله اذا حمل احدهم الفيروس
ويعاني معظم المتسولين واطفال الشوارع من أمراض ناجمة عن ضعف المناعة أو سوء التغذية أو أمراض مزمنة أخرى، وهو ما يزيد من مخاطر إصابتهم فيروس كورونا اضافة الى انهم يعيشون في بيئات غير صحية، ولا تتوافر فيها مقومات النظافة الشخصية، كما أنهم يختلطون كثيرا مع غيرهم، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالفيروس وبيئة خصبة لانتشاره
الواقع يفرض اليوم على السلطات الإدارية بالعاصمة والمنظمات والبلديات تكثيف التوعبة في وسط المتسولين ومحاولة مساعدتهم عبر برامج استعجالية تعوضهم الخروج الى الشارع وتقنعهم بالعودة إلى أسرهم حتى يكونوا في وضع أكثر أمانا، يمكنهم من التصدي لخطر انتشار الفيروس.
شهدت ظاهرة التسول في موريتانيا تزايدا مخيفا في السنوات الأخيرة رغم جهود الدولة والمنظمات الخيرية والحملات التي تقوم بها المصالح الأمنية من حين لأحر إلا أن كل هذه الجهود لم تفلح في الحد من الظاهرة أمام حيّل وأكاذيب المتسولين التي يبتكرها المتسولون في محاولتهم استعطاف الأشخاص للحصول على جزء من أموالهم،
المتسولون سواء المواطن الموريتاني منهم أو الوافد يتفننون في الحيل فبعضهم يلجأ لاستخدام أوراق، غالباً مزيفة، لإقناع الناس بأنهم مرضى وفي حاجة للعلاج، والبعض الآخر يصطحب أطفاله معه لكسب تعاطف المحسنين، وفريق ثالث يزعم أنه قادم من بلده وتعرض لأزمات مالية أجبرته على مد يده طلباً للمساعدة، وغيرها من الحجج المختلقة التي قد تنطلي على البعض فيصدقونها