في مثل هذا اليوم من العام الماضي اعلن الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ أحمد ولد الغزواني، ترشحه رسميا عن الأغلبية الحاكمة، لخوض السباق الرئاسي وهو حينها يشغل وزير الدفاع في حكومة الامين العام للرئاسة الحالي ولد البشير
عام مر على الخطاب المطول الذي نال اعجاب الموريتانيين وخاصة نخبهم لما حمل أمل للشعب المتطلع لاصلاحات فعلية ومقنعة كان كذالك خطابا متميزا بلغته الانيقة ورسائله المفرحة فقد حمل اعترافا بمجهودات الرؤساء السابقين حيث قال إنه يجب الاعتراف بأن لجميع رؤساء موريتانيا السابقين إسهامهم في إقامة الدولة.. فكل واحد من هؤلاء وضع لبنة لتشييد هذا الصرح، وأعني به إقامة دولة قوية تسعد مواطنيها وتدافع عن حوزتها".
واعتبر ولد الغزواني أن "الآراء قد تختلف والرؤى قد تتشعب حول تقييم مراحل نشوء الدولة"، إلا أنه شخصيا يقدر وطنية كل من حكموا البلاد في الفترات السابقة.
غزواني اشاد بعشرية حكم صديقه المقرب ولد عبد العزيز حيث قال إنه من الانصاف الاشادة بالعشرية الاخيرة حيث تميزت بانجازات كبيرة بفضل الروح الوطنية والرؤية الثاقبة للرئيس محمد ولد عبد العزيز حيث تم توطيد اركان الدولة وتم تعزيز الوحدة الوطنية وتحققت نهضة اقتصادية شاملة كما شكلت نقلة نوعية غير مسبوقة في مسيرة التنمية مستدركا بان ما تم الوصول اليه
ليس نهاية المطاف ما زال الطريق طويلا ومحفوفا بالمخاطر، يضيف ولد الغزواني، معلنا ترشحه للرئاسة لمواجهة هذه التحديات.
الغريب اليوم ان العشرية التي اشاد بها غزواني هي نفسها التي تحقق في فسادها لجنة برلمانية يقودها احد كبار قادة حملته الانتخابية والرئيس الذي اشاد بعمله هو نفسه الذي تضايقه رموز نظامه وسحبت منه الحزب وضايقته
المفارقة الثانية ان الرؤساء السابقين الذين تحدث عن اسهاماتهم يعود اليوم متنكرا لاقربهم اليه ويحاول رموز نظامه مضايقته وعزله في زاوية ضيقة بعد ان ابدى رغبته في ممارسة العمل السياسي من بوابة حزبه الذي اسس لاول مرة فقد سبحت حرب المرجعية المفتعلة البساط منه واخرجته من الباب الواسع
سنة واحدة كانت كافية لينسى غزواني ماتعهد به للمواطن وما قاله عن صديقه وسلفه وعن فترة حكمه فكيف سيكون الحال بعد سنوات مثلا؟ وهل مايزال للعهد عند غزواني معناه الذي ذكر في خطابه التاريخي؟