منذ شهور تعيش خارطة التوازنات السياسية الوطنية على وقع تجاذبات قوية حركت الساحة الراكدة منذ الانتخابات الماضية ولقاءات غزواني برموز المعارضة وتأكيده على التشاور معهم وسفر الرئيس وعائلته لقضاء عطلة في اوروبا بعد عقد من العمل
وأمام تعاظم التجاذبات السياسية من يوم الى آخر يبقى السؤال الجوهري الذي يشغل الرأي العام هو ماطبيعة العلاقة اليوم بين غزواني وعزيز وما سر الخلافات بينهما وهل هي خلافات جدية ام مفتعلة للتغطية على قضايا كبيرة؟
المشهد السياسي الوطني لا يكاد يستقر على أرضية تقلل من الضبابية وحدة التوترات حتى تعيد الاحداث المتواترة والمتسارعة قلب المعطيات من جديد وسط صراع سياسي معقد يبرز منه معطى واضح يكمن في رغبة الرئيس السابق في الاحتفاظ بحزبه الذي اسسه اول مرة قبل نحو عقد من الان ورغبته الجامحة كذالك في ان يظل رجلا قويا قريبا من السلطة ..رغبة اصطدمت بصرامة صديق الأمس
الذي لايريد ان يفهم الناس الذين اقنعهم بتعهداته واسلوبه الهادئ ان له شىريك في السلطة خاصة اذا تعلق الامر بولد عبد العزيز
تسارعت الاحداث من اجتماعات حول المرجعية الى تبادل للكلام عن بعد و وصف كل واحد لتصرف الاخر بالخطأ او التدخل السافر في شؤون خاصة وهكذا ظل الشارع متابعا لسير الاحداث ومعركة النواب والساسة في شكل حلفين متنافسين احدهما متمسك بالمرجعية الاولى والحلف الثاني يريد تغييرها لتناسب المرحلة الجديدة وفي النهاية مالت كفة انصار المرجعية واستسلم ولد عبد العزيز فهو وحده من يعرف ان ممارسة السياسة من خارج اسوار القصر الرئاسي ضرب من الخيال
استسلم عزيز لامر الواقع وحول نشاطاته الى منزله وحاول ان لا يصطدم بصديقه ومن يحيطون به غير ان التصعيد ظل عنوان المرحلة فتم ضربه في امكان حساسة حيث اقيل قادة من الحرس الرئاسي مقربين منه وتم تغيير خطة امنية برمتها ليفتح ذالك باب التكهن والتحاليل بين من اعتبر ان هناك محاولة للانقلاب على غزةاني ومن اعتبرها اجراءات امنية جديدة تفرضها متطلبات اللحظة
شكلت ايضا لجنة برلمانية للتحقيق في تسسير نظامه خلال العشرية الاخيرة وتم استجواب ابرز رموز نظامه وايقن الجميع ان الدائرة ستدور عليه وانه اصبح تحت اقامة جبرية غير معلنة
اتسمت المرحلة الاخيرة بنوع من الهدنة واختفى ولد عبد العزيز عن الواجهة وانسحب انصاره من المشهد وبات تحرك بعصهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعد استجواب عدد منهم وتوقيفه توقفت التحركات بشكل تدريجي
وسط هذه التكهنات والتحركات برز الرئيس السابق فجاة وهي حاملا حقائبه عائدا الى اوروبا التي يضربها وباء كورونا وكانه يريد ان يقول للناس ان تحقيق اللجنة البرلمانية لا يعنيه ولا يستهدفه وانه مايزال حرا يخرج ويدخل حين شاء فهل هي صراعات فعلية ام هي مجرد لعبة لشغل الناس عن واقعهم المعقد