اصدر قادة دول الساحل الخمس في ختام قمة انواكشوط السابعة للمجموعة بيانا مطولا تطرقوا فيه لوضع منطقة الساحل الأفريقي وما تشهده من ازمات وصفوها بغير المسبوقة منددين بتصاعد وتيرة الهجمات «الإرهابية» التي تشهدها المنطقة، وقالوا إنهم مرتاحون للتقدم الحاصل على مستوى القوة العسكرية المشتركة لدول الساحل.
وجدد قادة دول الساحل في البيان الختامي الذي اطلعت عليه «صحراء ميديا»، تمسكهم بالعمل على «تعزيز التعاون في مجال محاربة الإرهاب، ومواصلة الصعود القوي للقوة العسكرية المشتركة من خلال تقاسم المعلومات الاستخباراتية وتبادل الوسائل، خاصة الوسائل الجوية».
البيان الختامي تضمن 30 نقطة موزعة على محوري الأمن والتنمية، اتفق عليها قادة دول الساحل الخمس: الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني والمالي إبراهيم ببكر كيتا، والنيجري محمدو يوسفو، والتشادي إدريس ديبي، والبوركينابي روش مارك كابوري.
وجدد هؤلاء القادة طلبهم السابق لمجلس الأمن بوضع القوة العسكرية المشتركة لدول الساحل تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، واحتفوا في الوقت ذاته بالتوقيع على اتفاق «دعم فني» بين مجموعة دول الساحل والمجموعة الأوروبية ومنظمة الأمم المتحدة يهدف إلى «توفير دعم عملياتي ولوجستي لصالح القوة العسكرية المشتركة».
وفي السياق ذاته «هنأ قادة دول الساحل أنفسهم بمستوى جاهزية القوة العسكرية المشتركة، ودعوا الشركاء للوفاء بالتزاماتهم المالية تجاه هذه القوة العسكرية في بروكسيل عام 2018»، وفق نص البيان الختامي.
من جهة أخرى عبر قادة دول الساحل عن قلقهم حيال الأزمة الليبية، قبل أن يتوجهوا بالتحية إلى «الجهود المبذولة من طرف المجموعة الدولية من أجل استعادة السلام في هذا البلد»، مذكرين بما سموه «الآثار الكارثية للأزمة الليبية على الأمن والاستقرار في فضاء مجموعة دول الساحل الخمس».
وشدد قادة دول الساحل في بيانهم الختامي على ضرورة أن يتم «دمج أفريقيا في صلب عملية البحث عن حل للأزمة الليبية»، وذلك تماشياً مع مقررات القمة الأفريقية التي انعقدت مؤخراً في أديس ابابا، وتوجهوا بالتحية إلى «جهود الاتحاد الأفريقي في إطار محاربة الإرهاب»، وعبروا عن دعمهم «للتوجه نحو عقد قمة استثنائية أفريقية في أقرب الآجال حول هذا الموضوع (الإرهاب)».
وقال قادة دول الساحل إنهم أخذوا بعين الاعتبار «إعلان نواكشوط» الصادر عن أئمة ومشايخ وعلماء الدين القادمين من مختلف مناطق أفريقيا، وذلك في إشارة إلى مؤتمر علماء أفريقيا الذي انعقد نهاية شهر يناير الماضي في نواكشوط، وهو المؤتمر الذي قال قادة دول الساحل إنه «فرق بين الإرهاب والعنف الأعمى الذي تمارسه الجماعات المسلحة من جهة، ورسالة الإسلام».
أما فيما يتعلق بالمحور التنموي فعبر قادة دول الساحل عن ارتياحهم للجهود المبذولة من طرف الشركاء لتجسيد تعهداتهم بتمويل مشاريع ضمن «البرنامج الاستثماري ذي الأولوية» و«البرنامج التنموي الاستعجالي» التابعين لمجموعة دول الساحل الخمس.
ولكن قادة دول الساحل قالوا إنهم «لاحظوا أنه على الرغم من هذه الجهود فإن مستوى تنفيذ هذه المشاريع ما يزال قابلاً للتطوير»، ووجه قادة الساحل طلباً إلى الشركاء والممولين بالإسراع في الإفراج عن التمويلات الموجهة للأمن والتنمية.
كما حيا قادة الساحل في بيانهم الختامي انعقاد أول جمعية عمومية لتحالف الساحل، في نواكشوط اليوم الثلاثاء، وعبروا عن ارتياحهم لنتائج هذه الجمعية، ودعوها إلى تسريع دعمها لتنفيذ برنامج التنمية الاستعجالي لدول الساحل.
صحراء ميديا بتصرف