كالعادة، لم يمر ظهور الرئيس التونسي الجديد قيس سعيّد، دون جلبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تناقل مرتادوها فيديو له وهو يؤدي صلاة الجمعة.
فقد أثار مقطع الفيديو النقاش على منصات التواصل الاجتماعي، إذ انقسم المعلقون بين مؤيد ومنتقد للخطوة التي أقدم عليها سعيّد.
وظهر الرئيس التونسي وهو يؤدي الصلاة في مسجد بمنطقة قرطاج، وسط جموع من المصلين الذي تحلقوا حوله لالتقاط الصور
ونوه كثيرون بوجود الرئيس بين المصلين ومخالفته للصورة النمطية للرؤساء السابقين.
ورأى بعضهم في الأمر امتثالا لإرث ثقافي وديني، مشيرين إلى أن سعيّد اعتاد في السنوات الماضية على أداء صلاة الجمعة في المسجد القريب من منزله الواقع بأحد الأحياء الشعبية.
على الجانب الآخر، استنكر نشطاء وسياسيون الخطوة، ووصفوها بـ "الشعبوية".
وانتقد القيادي بحركة تحيا تونس سمير عبد الله سلوك قيس سعيد والتغطية الإعلامية للحدث، معتبرا أن صلاة رئيس الجمهورية هي شأن خاص.
ودعا في تدوينة له فيسبوك إلى احترام الدستور الذي ينص على مدنية الدولة
وشاطره في ذلك المغرد : بيل فرونس" الذي انتقد تصوير الحدث، فعلق:" ما أخشاه فعلاً هو تقديس الرجل لدرجة صنع ديكتاتورية جديدة".
في حين كتب المدون مراد ثابتي: "يصل الحد بالبعض للسخرية من تحركات الرئيس بوصفه عملا "شعبويا" لتعكير حالة الوعي. لم يتعود أحد منا على عفوية مسؤولي الدولة. فالديمقراطية تعني أن يعيش السياسي حياته اليومية بتفاصيلها كمواطن ثم يعيشها كرجل دولة أو سياسي في عمله... وهذا جوهر الموضوع".
وهذه ليست المرة الأولى التي يحتك فيها الرئيس قيس سعيّد بالمواطنين فسبق أن أثار ظهوره في مقهى شعبي وعند حلاق الحي تعليقات إيجابية أشادت بـ "تواضعه ودماثة أخلاقه".
صعود قيس سعيّد من خارج الطبقة السياسية، الحاكمة منها والمعارضة، وبعيدا عن ماكينات الأحزاب والمال، جعل الكثير من أنصاره يلقبونه بابن الشعب ويتوسمون خيرا في مواقفه.
يذكر أن سعيّد أكد في وقت سابق أنه لن يغادر منزله للاستقرار في قصر قرطاج. وأشارت تقارير صحفية إلي أنه يعتزم خفض راتبه إلى الثلث.
كما طلب من زوجته، القاضية إشراف شبيل، أخذ إجازة دون راتب خلال عهدته الرئاسية، حتى لا يقع "القدح في استقلالية القضاء".
وتباينت آراء التونسيين إزاء طلب الرئيس، فمنهم من اعتبره مساسا بحقوق المرأة، بينما لمس فيه البعض الآخر دليلا على نزاهته.
وقد طرح انتخاب سعيّد رئيسا للبلاد تساؤلات عديدة حول مشروعه السياسي.
وينادي سعيّد بتعديل الدستور وإحداث ثورة مؤسساتية ترتكز على الحكم المحلي مع ديمقراطية محلية ونواب يمكن إقالتهم أثناء فترتهم النيابية.
وتبعا لهذه المواقف، ينتقد فريق من التونسيين سلوك سعيّد ويطالبونه بالتركيز على كبريات القضايا بدلا من استعمال خطاب " عاطفي طوباوي سيؤثر -برأيهم- على علاقة تونس بشركائها، بينما يرى كثيرون في مواقفه انتصارا لمطالب الثورة التونسية