وسائل الاعلام السنغالية منشغلة جدا اليوم باللقاء الخاص الذي جمع الرئيس السنغالي الحالي ماكي صال ز الرئيس السابق والمعارض الحالي عبد الله واد، في القصر الرئاسي بالعاصمة دكار، والذي استمر لوقت طويل
البرامج الحوارية والمفتوحة على الجماهير والنشرات والمواجز الاخبارية كلها اهتمت باللقاء بل كان مادة بعضها الرئيسية وحتى في الشارع العام كان صدى اللقاء كبيرا
ناقش صديقا الامس مواضيع تتعلق بالوضع القانوني والدستوري لزعيم المعارضة والعملية الانتخابية والتحضير للحوار الوطني قبل ان يتفقا على ضرورة تعميق المشاورات والمباحثات حول هذه المواضيع.
وحسب تصريحات صحفية لمقريين من الرئيس السابق عبد الله واد فإن الرجلين استعرضا بشكل مستفيض رؤيتهما للوضع السياسي في البلد، وناقشا مواضيع تتعلق بالعملية الانتخابية، والوضع القانوني لزعيم المعارضة، وهي نقاط سيتم طرحها في الحوار الوطني
واكدت المصادر التي نقلت تصريحات احد المقربين من واد أن الرئيس السابق عبد الله واد قدم توصيات إلى رئيس الجمهورية ماكي صال من أجل القيام بكل الجهود الممكنة للتحكم في النفط والغاز وبقية الموارد الطبيعية
ويرتبط كل من ماكي صال وعبد الله واد بعلاقة معقدة جداً، فمع وصول الأخير إلى الحكم عام 2000 كان الأول أحد الكوادر الشابة التي اعتمد عليها لإدارة البلاد، وإحداث التغيير، فتقلد العديد من المناصب في الحكومة، حتى تم تعيينه وزيراً أول ثم رئيساً للبرلمان.
ولكن خلال الولاية الرئاسية الثانية لعبد الله واد، وتحديداً عام 2008، ساءت العلاقة بين الرجلين، عندما أصر ماكي صال بصفته رئيساً للبرلمان على استجواب نجل الرئيس كريم واد، وزير في الحكومة آنذاك، حول ملف احتضان دكار لقمة منظمة المؤتمر الإسلامي، وهي ملفات أثيرت حولها شبهة الفساد.
وأسفر هذا الصراع عن خروج ماكي صال من الحزب الديمقراطي السنغالي، وفقدان مقعده في البرلمان، ليؤسس حزباً جديداً مكنه من الفوز بالانتخابات الرئاسية الموالية، في الشوط الثاني أمام عبد الله واد.
وعند وصوله إلى الحكم فتح ماكي صال ملفات الفساد، وسجن كريم واد لعدة سنوات، قبل أن يتم الإفراج عنه بوساطة قطرية، وهو الآن موجود خارج البلاد، بعد أن أدين بـ الفساد والإثراء غير المشروع