مشهد بات مالوفا عند كل من يراجع مراكز الحالة المدنية او حتى يمر من امامها في مختلف مقاطعات العاصمة انواكشوط …انه مشهد الزحام والتدافع والفوضى العارمة، والتدافع من أجل الحصول على نسخ من عقود الازدياد، وهي عملية أضحت صعبة للغاية، وتتطلب من المرء الاستيقاظ باكرا للالتحاق بالصفوف الأولى قبل افتتاح المكاتب، وإلا سيضطر للعودة إليها مرة أخرى، نظرا لهيمنة سماسرة الاوراق الذين تربطهم علاقات بالعاملين بالمركز
وحتى ان حجزت مكانك في طابور ما او تمركزت جيدا امام نافذة صغيرة فإنك ستظل واقفا تحت لهيب الشمس الحارقة لان الموظف او الموظفة يعطي الاولوية للسماسرة الذين يدخلون مباشرة من الباب وكذالك الحراس والموظفين من زملائهم واقاربهم الذين يتصلون عليهم ليبقى المواطن الذي لاعلاقات له واقفا بطريقة مهينة ينتظر التفات الموظف اليه بعد ان يكمل اولوياته
الادارة في معظم مراكز الحالة المدنية غائية ويتحكم في المركز موظفون او حتى حراس يدخلون هذا او تلك ويامرون هذا بالمرور عبر النافذة ويحلون مشكلة هذا ويقنعون ذاك بان قضيته معقدة وعليه العودة حتى يوم اخر