بدأت صباح اليوم السبت في واغادوغو قمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (ايكواس) ، الموسعة لتشمل موريتانيا والكامرون والتشاد وبحضور مدعوين خاصين عن المغرب والجزائر والسعودية والإمارات والمانيا وفرنسا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
ويشارك في هذه القمة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني والعديد من نظرائه قادة الدول الأعضاء في مجموعة الخمس في الساحل والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا وممثليهم.
و افتتحت القمة بعزف نشيد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا قبل اخذ صورة جماعية لرؤساء الدول تخليدا لهذه القمة التاريخية.
ويستند تنظيم قمتي مجموعة الساحل وإكواس في نفس المدينة بفارق قليل في التوقيت إلى رؤية جديدة للأمن الجماعي، يسعى الشركاء من خلالها إلى إشراك دول خليج غينيا المعرضة لخطر الإرهاب، في مكافحة هذه الآفة، وفقا لصيغة سوف تُحدد خلال اللقاء، وفقا للمراقبين.
وأكد رئيس بوركينا فاسو، السيد روك مارك كريستيان كابوري، في كلمة ترحيبية بالمناسبة، ان القمة الاستثنائية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس) حول الإرهاب، ستكون فرصة لاتخاذ إجراءات قوية في هذا الحيز الجغرافي بغية بعث رسائل واضحة ترمي إلى القضاء على الإرهاب وخلق ظروف ملائمة للعيش الكريم في هذا الفضاء.
وأوضح الرئيس كابوري، وهو كذلك الرئيس الدوري لمجموعة دول الساحل الخمس (بوركينا فاسو ومالي وموريتانيا والنيجر وتشاد)، أن "الإرهاب ليست له حدود، وجميع بلدان المنطقة معنية به.
وستكون هذه القمة فرصة لنا لاتخاذ حزمة من الإجراءات القوية والعاجلة للقضاء على الإرهاب في بلداننا".
وتناول الكلام بعد ذلك رئيس لجنة إكواس جان كلود كاسي برو ، وقال "نحن واثقون من أن هذه القمة لن تكون مهمة فحسب، بل ستشكل أيضًا نقطة تحول في الحرب ضد الإرهاب في منطقتنا".
والقى كلمة الافتتاح الرئيس النيجري ايسوفو محمادو الرئيس الدوري للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا مستعرضا الخطوط العريضة لبرنامج عمل المنظمة والجهود التي تبذلها لمحاربة الإرهاب بالتنسيق مع شركائها في فضاء الساحل والصحراء.
وقال إن عقد قمة واغادوغو الاستثنائية يأتي استجابة لتوصية من الدورة العادية الأخيرة لمؤتمر رؤساء دول وحكومات إكواس، المنعقد في يونيو الماضي في أبوجا بنيجيريا.
وبدوره عبر موسى فاكي محمات رئيس لجنة الاتحاد الافريقي عن استعداد الاتحاد للتعاون مع هذا التكتل بغية تحقيق الاهداف المرجوة في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة باعتبارهما ابرز معيقات التنمية في القارة.
وَتعاقب على منصة الخطابة بعد ذلك الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في غرب أفريقيا والساحل والممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في الساحل وممثل فرنسا والمانيا وممثل الجزائر والمغرب وممثل الولايات المتحدة الامريكية.
وجدد ممثلو الشركاء في مداخلاتهم استعدادهم لتقديم مزيد من الدعم للجهود المبذولة لمحاربة الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة في فضاء الساحل والصحراء.
ودخل الرؤساء بعد ذلك في جلسة مغلقة للمصادقة على جدول أعمال القمة ودراسة وتحليل تقرير الدورة الطارئة لمجلس الوساطة والأمن التابع للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
وتنصب جهود مجموعة دول الساحل الخمس التي تضم بوركينا فاسو ومالي وموريتانيا والنيجر وتشاد، على مكافحة الإرهاب وتوحيد جهود التنمية.
وقد جاء ميلاد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا المعروفة "ايكواس" في شهر مايو عام 1975 بموجب اتفاقية لاجوس التي وقعتها خمس عشرة دولة من دول المنطقة- من بينها بلادنا التي انسحبت من المنظمة سنة 2001-، بعد جهود ومساع وتجارب كثيرة بذلتها وخاضتها هذه الدول على مدار سنين طويلة للوصول إلي تكتل يجمع بينها ويوحد قدراتها الاقتصادية ومواقفها السياسية ويضمن لها الاستقرار الأمني .
وتشتمل الأهداف التي نصت عليها معاهدة الإنشاء على خلق وتشجيع التعاون بين الدول الأعضاء في جميع المجالات الخدمية والإنتاجية وخاصة في مجالات الصناعة والزراعة والطاقة والنقل والمواصلات والمبادلات التجارية ، وذلك من أجل الرفع من المستوى المعيشي والتنموي لشعوب المنطقة والقارة الإفريقية بوجه عام.
وتضم المنظمة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في عضويتها الآن أربع عشرة دولة وهي ساحل العاج ، وبنين، ومالي ، وبوركينا فاسو ، والسنغال ، والتوكو، وغينيا بيساو، والنيجر، ونيجيريا ، وليبيريا، وسيراليون، وغامبيا وغانا، وجزر الرأس الأخضر.
ويبلغ إجمالي تعداد سكان هده البلدان المكونة للمنظمة حوالي210مليون نسمة أي ما يعادل ربع سكان القارة الإفريقية معظم القادرين منهم على العمل يمتهنون حرفة الزراعة ويعيشون على ما توفره لهم من احتياجاتهم الغذائية والاستهلاكية ، وتمتلك بلدان المنطقة إمكانيات وثروات طبيعية واقتصادية وحيوانية ضخمة وموارد مائية هائلة ، وهي بذلك تشكل أحد أهم الأركان والدعائم الأساسية للاتحاد الأفريقي.