تزوجت «شيماء» الفتاة الجميلة من الشاب «علاء» وكانت السعادة ترفرف بين جنبات المنزل، منحها حبه وربط مصيره بأم أولاده الأربعة، فهو يعمل موظفا بمرفق الإسعاف بمحافظة سوهاج، والتى تبعد عن المنيا ما يقرب من 6 ساعات سفر، كان يحضر أسبوعياً يوماً أو يومين، لظروف وطبيعة عمله، لكنه كان دائم الاتصال بزوجته وأم أولاده تليفونياً للاطمئنان عليها وعلى أحوال الأولاد، وكان يغدقها بكلمات الحنان والحب، كان «علاء» دائماً ما يحكى ويتحاكى بحبه لزوجته وحب زوجته له.
عاش لسنوات فى الجنة، فزوجته عايشة معاه على الحلوة والمرة، ولم يكن يدرى ما تخبئه له الأقدار من أحداث ستقلب حياته رأساً على عقب، وأن البعيد عن العين بعيد عن القلب، تلك هى طبائع أغلب البشر، «شيماء» تقوم صباح كل يوم تجهز أولادها للذهاب للمدرسة وتقوم بقضاء حوائج ومتطلبات الحياة، وبطبيعة القرابة ولكونه ابن خالها، كان دائماً ما يقوم بتلبية احتياجاتها بحجة أنها بدون رجل ومينفعش تخرج من المنزل، اعتمدت على ابن خالها فى كل شىء، تعودت على رؤيته بشكل يومى، كان سندها فى غياب زوجها، غازلها فابتسمت ولم تمانع، بعدما لعب الشيطان فى رأسها.
فهى تعيش بدون رجل فى المنزل، وعلاء زوجى مش بيحضر غير يوم أو يومين فى الأسبوع ومرات كل أسبوعين حسب ظروف عمله، وده ابن خالى عمره مهيتكلم عنى بشىء مش كويس، ارتبطت بابن خالها حتى وقعت فى المحظور، وخانت زوجها وحبيب العمر، واعتبرت ابن خالها عشيق العمر، حتى سقطت فى بئر الرذيلة مرات ومرات، وتوهمت شيماء أن زوجها الذى يعمل بعيداً عن محل إقامتها لن يكشف خيانتها له، وفى صباح الليلة الموعودة، يتصل زوجها للاطمئنان عليهم، وتسأله عن موعد حضوره فيخبرها أنه لا يستطيع الحضور من أجل احتفالات رأس السنة، هو أراد أن يفاجئها بحضوره ويرى الفرحة فى عيني زوجته حينما تراه أمام عينيها، وهي فرحت عندما أخبرها بعدم حضوره، وقامت باستدعاء عشيقها لقضاء ليلة رأس السنة بالمنزل.
وفى تلك الأثناء حضر زوجها وكله شوق ولهفة ليرى زوجته وأولاده، لم يرد أن يزعجهم ويطرق على الباب، فهو لديه نسخة من مفتاح المنزل، وفتح الباب فجأة وإذ به يرى ما يصعق العقل، رأى بعينيه خيانة زوجته مع ابن خالها، ووقعت بين العشيق والزوج مشاجرة عنيفة، تمكن العشيق من الفرار، وانتهت بذهاب الزوج لقسم شرطة ملوى ليحرر محضر زنا ضد زوجته، وبعد توسلاتها له وخشية علي سمعة أطفاله الأربعة، تنازل عن البلاغ واكتفى بتطليقها وأخذ الأولاد من زوجته، شعرت الزوجة بالخزى والعار، وقتها صحا ضميرها الغائب، وسكبت الحسرات والندم بداخل قلبها، خسرت بيتى وأولادى وزوجى، حتى العشيق هرب، وأبداً لن يقبلنى زوجة له، كل الأماكن أصبحت سوداء أمام عينيها، ضاقت بها الدنيا ولم تحتمل وجودها، لم العيش إذاً؟.. أولادى فى حضن أبيهم، وجلبت الخزى والعار لأهلى، وأصبحت «زانية».
فهمسات النساء تترجم حكاوى القهاوى ولا ترحمنى، ونظرات الرجال لى فى الشارع كلها أصبحت طامعة، قصتى وحكايتى المخجلة أصبحت على كل لسان، لابد من الرحيل، الرحيل عن الدنيا كلها، أنا مستحقش أنى أعيش، ولم ينفع الندم والحسرة، خيانتى قطعت كل الطرق للعودة، هى تحدث نفسها فى حضرة إبليس، ريحى نفسك واستريحى، معدش ينفع أعيش ولا يوم واحد بعد الآن، أنا هحرق نفسى يمكن أطهرها من ذنوبها قبل نار الآخرة، وما أسهل أن تتناول يداها ثقاب الكبريت، فى لحظة أشعلت النيران بملابسها، لتمسك النار بجسدها، بعدما أغلقت عليها الباب من الداخل كى لا يتمكن أهلها من إنقاذها، مر شريط حياتها أمام عينيها أثناء اشتعالها.. لحظة زفافها ولحظات إنجابها وصور أولادها وصور خيانتها وصورة يوم طلاقها، كل اللقطات السعيدة والمؤلمة تمر بسرعة البرق أمام عينيها، حتى تفحمت جثتها وفاضت روحها إلى الله، وخلال دقائق معدودة يكون اللواء فيصل دويدار بمكان الواقعة على رأس قوة أمنية لكشف ظروف وملابسات الحادث، ويأمر بتحويلها لمشرحة مستشفى ملوى العام.
انتحرت شيماء لتترك 4 أولاد محرومين من حنان الأم، انتحرت شيماء وهى تندب حظها العاثر، وقدرها الملعون دفع بها إلى الوحل، انتحرت وهى تعلم أن أولادها سوف يلاحقهم «عار» الخيانة.