تشهد الاسواق الوطنية حضورا كثيفا للعديد من المواطنين من دول أفريقية خاصة على مستوى القطاعات التجارية والخدمات مثل المطاعم والمقاهي إلى جانب ورشات البناء والأشغال اليدوية وكذلك النقل الحضري وحتى في بعض المستشفيات والادارات الكبيرة
ويرجع مراقبون أسباب الظاهرة إلى عوامل عدة أبرزها تراجع إقبال الشباب الموريتاني على العمل في مهن يرونها مرهقة ولا تستجيب لطموحاتهم، إذ يرفضون البعض من المهن باعتبارها “مهينة” بالنسبة إليهم رغم ارتفاع معدلات بطالتهم.
ونتيجة هذا العزوف عرفت العديد من المجالات الإنتاجية نقصا حادا في اليد العاملة الماهرة في السنوات الأخيرة، إذ يؤكد المتابعون أن قطاع البناء على سبيل المثال يواجه صعوبات في تأمين احتياجاته من العمال المحليين نتيجة تراجع أعدادهم في مقابل التوسع الكبير للمشاريع الجديدة، ما يضطر المقاولين إلى قبول عدد كبير من العمال الأجانب من جنسيات أفريقية في ورشات أشغالهم
وشكلت موريتانيا خلال السنوات الأخيرة وجهة مفضلة للآلاف من الأفارقة الذين يخيرون القدوم إليها بحثا عن فرص عمل بديلة عن مخاطر الهجرة غير الشرعية إلى البلدان الأوروبية، بالإضافة إلى أوضاع اقتصادية أفضل مقارنة بما تعيشه بلدانهم الأصلية مما يشجعهم على الاستقرار في موريتانيا